...

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: تقدمة العنب في عيد التجلّي

التلميذ: لماذا يُوزّع العنب في الكنيسة في عيد التجلّي؟

المرشد: أجيبك أوّلاً بالصلاة التي يتلوها الكاهن لتبريك العنب فقد تساعدك: «أيّها الإله مخلّصنا، يا مَن ارتضيت أن يُدعى ابنُك الوحيد ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح كرمة وجعلتَ ثمرها بنعمة روحك القدّوس أن يكون سببًا لعدم الموت، أنتَ أيّها السيّد بارك ثمر الكرمة هذا وامنح جميع الذين يتناولون منه التقديس ونجاح النفس، بنعمة ابنك الوحيد ومحبّته للبشر الذي أنتَ مُبارك معه ومع روحك الكلّيّ قدسه الصالح والمحيي الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين.

 

التلميذ: فهمت أنّ يسوع قال: أنا الكرمة .. ولكن ما معنى أن يكون ثمر الكرمة سببًا لعدم الموت؟

المرشد: الإشارة واضحة إلى سرّ الشكر الذي فيه يصير الخمر الذي يأتي من العنب دم يسوع المسيح، لخلاص الذين يتناولون منه وحياتهم الأبديّة أي عدم الموت. يرمز العنب والكرمة في التراث الكنسيّ إلى سرّ الشكر وإلى الكنيسة. ألم يقل يسوع المسيح: «أنا الكرمة الحقيقيّة وأبي الكرّام» (يوحنّا ١٥: ١)؟

 

التلميذ: سألت أمّي عن سبب توزيع العنب فقالت لأنّه باكورة موسم العنب.

المرشد: هذا صحيح. في شهر آب في بلادنا نكون في أوائل موسم العنب ونحن نأتي به إلى الكنيسة طالبين بركة الربّ على نتاج الأرض وعلى كلّ حياتنا.

التلميذ: إذًا هذا هو السبب؟

المرشد: نعم ولكن هناك بُعد آخر لتبريك العنب في عيد التجلّي، نجد جذوره في العهد القديم، حيث كان أوّل محصول الأرض يُكرّس للربّ دائمًا، مثلاً: «قدّم قايين من أثمار الأرض قربانًا للربّ وقدّم هابيل أيضًا من أبكار غنمه».. (تكوين ٤: ٣-٤)… ونحن، انطلاقًا من إيماننا بأنّ الربّ يقدّس بحضوره حياتنا كلّها وإنتاج عمل أيدينا نأتي بالعنب إلى الكنيسة في عيد التجلّي، وبالزهور لتُبارَك في عيد الصليب، ونستلمها بركة في جنّاز المسيح ونأتي بالبيض صباح الفصح وبالقمح المسلوق في أعياد أخرى…

أخيرًا أوصيك بأن تزور موقع بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق antiochpatriarchate.org، فقرة البشارة، الأعياد السيديّة، التجلّي، حيث ستجد تعليمًا كثيرًا عن العيد ومعناه وتاريخه والخدمة الليتورجيّة والأيقونة وشرحها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: تقدمة العنب في عيد التجلّي