...

كلمة الراعي من إنجيل اليوم

“أراد يسوع الخروج الى الجليل” الذي كان المسرح الأساسي لبشارته. هناك وجد فيليبس فقال له اتبعني، فصار من الاثني عشر. هذا كان من بيت صيدا اي من الجليل، من جوار بحيرة طبريّة.

يقول الكتاب انّ بيت صيدا كانت مدينة أندراوس وأخيه بطرس. بعض التلاميذ كانوا يجمعون بعضهم بعضا الى يسوع وكان الاعجاب ينتقل. فيليبس بدوره وجد نثنائيل.

هذا يبدو أنه كان منكبّا على دراسة الكتب المقدسة اي العهد القديم. ولكون فيليبس كان يعرف أن هذا العلم هو علم التوراة، قال ان هذا الذي كتب عنه موسى في الناموس (أي كتُب موسى الخمسة) والأنبياء قد وجدناه، وسمّاه يسوع بن يوسف، وهذا اسمه الرسميّ لأن الإنسان يُنسب الى أبيه او المظْنون أباه. وكان يُعرف باسم يسوع الناصريّ بالنسبة الى المدينة التي عاش فيها.

كـانت الناصرة محـتـقـَرة ربما لأن بعضًا من أهلها كانوا من الأمم أي وثنيين. ربما بسبب من هذا قالوا: أَمِنَ الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟ جواب فيليبس كان: تعال وانظر. لستَ في حاجة الى مناقشة عن هذه المدينة او تلك. تعال وانظر هذا الشخص الجديد في أقواله وأفعاله. الخبرة تدحض كلّ ظنّ. الآراء المسبقة قد تُضلّل. تعال واختبر هذا الرجل. “لم يتكلّم إنسان مثل هذا الانسان” هذا ما قاله بعضُ يهود. أي لم يظهر إنسان بهذه الجاذبيّة الروحيّة التي تشدّنا اليه. اليوم، وبعد انتقال يسوع الى السماء، “تعال وانظر” تبقى حقيقة راهنة اذ لا يُشبّه إنسان بمثل هذا الإنسان. لم يسلك أحد بهذا البهاء الروحيّ الذي كان عليه يسوع الناصريّ. ولذلك اذا أردت أن تصبح إنسانا سويّا عليك أن تحاول السلوك الذي سلكه، وأن تردد الأقوال التي قالها. أنت لك هذا اذا شئت.

القول الذي يحدّ كلّ قول: “إنكم من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن البشر”. صورة المسيح مستلقيا على الدرجات الواصلة بين السماء والأرض هي صورة الوسيط الوحيد بين الله والناس. وهذا مضمون دور هذا القائم في السماويات والأرضيات. هذه رسالة المسيح الكبرى أنه الرابط الوحيد بين الإلهيات والإنسانيات، بين السماء الهابطة على الأرض والأرض الناهدة الى السماء. المسيح في طبيعته كائن سماويّ وكائن أرضيّ. هو مخلّص الأرض كلها لأنه سماويّ كليا. هو الذي جعل الأرض مسكنًا للسماء فأهّل أهل الأرض أن يصعدوا وراء مسيحهم الى فوق. السماء بكل ما فيها من نِعم الروح القدس تهبط على الأرض لتجعلها سماء.

هذا الالتحام بين ما هو لله وما هو للإنسان جعله المسيح وحده ممكنا فسكن روح الرب الإنسانية بالمسيح يسوع.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: عبرانيين 24:11-26 و26:24

يـا إخوة، بـالإيمان موسى لما كَبُـر أبـى أن يُدعى ابنًا لابنة فرعون، مختارًا الشقاء مع شعب اللـه على التمتّع الوقتيّ بالخطيئة، ومعتبرا عار المسيـح غنى أعظم من كنوز مصـر، لأنـه نظر الى الثـواب. وماذا أقـول ايضا؟ إنه يَضيق بي الوقت إن أَخبرتُ عن جـدعون وبـاراق وشمشـون ويـفتـاح وداود وصموئيـل والأنبيـاء الذين بالإيمان قهروا الممالك، وعمِلوا البِرّ، ونـالوا المواعـد، وسدّوا أفواه الأسود، وأطفأوا حدّة النار، ونجَوا من حدّ السيف، وتـقوّوا من ضعف، وصاروا أشدّاء في الحرب، وكسروا معسكرات الأجانب، وأخذت نساء أمواتهنّ بالقيامة، وعـُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب، ولم يـقبلوا بـالنجاة ليحصلوا على قيامة أفضل؛ وآخرون ذاقوا الهُزء والجلد والقيود أيضا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بـحدّ السيف، وساحـوا في جلود غنم ومعزٍ وهـم معـوَزون مُضايَـقون مـجهودون (ولم يـكن العالَم مستحقا لهم)، وكانـوا تـائهين في البـراري والجبـال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلهم، مشهودا لهم بـالإيمان، لم يـنالوا الموعـد لأن الله سبـق فنـظر لنـا شيـئا أفـضل: أن لا يَـكْمُلوا بـدوننا.

الإنجيل: يوحنا 43:1-51

في ذلك الزمان أراد يسوع الخروج الى الجليل، فوجـد فيلبـس فقال له: اتـبعني. وكان فيـلبس من بيـت صيدا، من مديـنة أنـدراوس وبـطرس. فوجـد فيلبسُ نثـنائيلَ فقـال له: إن الذي كتَــب عنـه موسى في الناموس والأنبـياء قد وجدنـاه، وهـو يسـوع بـن يوسـف الذي من الناصرة. فقال لـهنثنائيل: أمـنَ النـاصرة يمكن أن يـكـون شيء صـالح؟ فـقـال لـه فـيلبس: تعال وانظر. فرأى يسوعُ نثنائيلَ مـقـبـلا اليــه فقال عنه: هـوذا إسرائيليّ حقا لا غـشّ فيـه. فقال له نـثـنائيل: من أيـن تـعرفني؟ أجاب يسوع وقال له: قبْـل أن يـدعـوك فيلبس، وأنت تحت التيــنة رأيتُـك. أجاب نثنائيل وقال له: يا معلّم، انـت ابنُ الله، انت مَلِك إسرائيل. أجاب يسـوع وقال له: لأني قلتُ لك إني رأيتُك تحت التينـة، آمنتَ؟ إنـك ستُعايـن أعظم من هذا. وقال له: الحق الحق أقول لكم إنـكم من الآن تـرون السماء مـفتوحة وملائـكة الله يـصعدون ويـنـزلون على ابن البشر.

 

 

 

 

 

 

 

كلمة الراعي

من إنجيل اليوم