...

كلمة الراعي صادقة هي الكلمة

نحن في ما نقوله ونقوم به نعمل بكلمة الله التي منها نجيء. وهنا يؤكد الرسول انها صادقة اذ ليس عندنا كلمات من ذاتنا بل نستخدم كلمة الله. ومن اجل الإخلاص لها وأدائها “نتعب ونُعيَّر” ونتلقى ما يقوله الله لنا اذ ألقينا عليه رجاءنا.

نرجو الله بعد ان عرفنا انه مخلص الناس أجمعين ولا سيما المؤمنين. ماذا يعني الرسول بقوله انه مخلص الناس أجمعين؟ هل يدل هذا على رجاء شامل للخلاص بحيث ان أحدا لا يُحكم عليه بجهنم؟ هذا كلام قيل ولكن الكنيسة رفضته بسبب وضوح الكتاب القائل ان ثمة من يذهب الى الهلاك. برغم هذا الوضوح هناك من قال ان الخلاص سيشمل الجميع لأن الرب يحب الا يبقى احد في الهلاك.

ان يكون الخلاص حتميا للأبرار وللأشرار، هذا يبدو ضد العدل الإلهي اذ يظهر ان الله يساوي بينهم وان كل الكلام عن جهنم في العهد الجديد لا أساس له. الخلاص نطلبه ويبعث به المخلص الينا لكونه جاء من اجل هذا.

هذا الكلام أُرسل الى تيموثاوس الذي كان شابا وكان عليه ان يعلّم الناس الأكبر والأصغر منه فقال له بولس: “لا يستهن احد بفتوتك” اي لا يجوز لكبار السن ان يحتقروا شبابك وعليهم إن قلتَ كلمة الله ان يقبلوها. الأسقف او الكاهن كثيرا ما يتوجهان الى من كان أكبر سنا منهما والمسن او الشيخ يتقبل التعليم من معلم أفتى على ان يكون مثالا في التقوى. فكثيرا ما كان الكاهن معلما للكبار. السن لا علاقة لها بالتعليم اذ يردم الهوة بين الناس “الكلام والتصرف والمحبة والإيمان والعفاف”. بهذه يعلم كاهن شاب من كان أكبر منه. الفضائل الإنجيلية تردم الهوّة بين الأجيال.

فانتظارًا لتأثير الفضيلة في تيموثاوس يتوجه اليه بولس بقوله: “واظب على القراءة الى حين قدومي” ويريد بذلك طبعا قراءة الكتاب المقدس اذ لم يكن كتاب آخر آنذاك في الكنيسة اي قراءة العهد القديم وربما أراد بولس الرسائل التي بعث بها الى الكنائس التي يعرفها تيموثاوس مثل الرسالتين الى أفسس وكولوسي وهناك كان تيموثاوس يعيش. ان يقرأ حتى قدوم الرسول اليه تعني القراءة الدائمة للعهد القديم.

ثم الوعظ والتعليم. الوعظ هو الكلام في الخدمة الإلهية القائم على العلاقة بين الكاهن الواعظ والرعية. اما التعليم فهو إلقاء دروس لاهوتية منظمة خارج القداس الإلهي على طريقة المحاضرات او الدروس المنتظمة.

ولما قال: “لا تهمل الموهبة التي أوتيتها بنبوة وضع أيدي الكهنة” يذكره انه نال هذه الموهبة من الروح القدس لما رسمه الكهنة كاهنا. بعد هذه المدة انحصرت الرسامة بالأسقف.

واخيرًا يحثه على الاستمرار بالتعليم ليظهر نوره قدام الناس.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: 1 تيموثاوس 9:4-15

يا إخوة، صادقة هي الكلمة وجديرة بكل قبول. فإنّا لهذا نتعب ونُعيّر لأنّا أَلقينا رجاءنا على الله الحيّ الذي هو مخلّص الناس أجمعين ولا سيّما المؤمنين. فوصِّ بهذا وعلّم به. لا يستهنْ أحدٌ بفتوّتك بل كنْ مثالًا للمؤمنين في الكلام والتصرّف والمحبة والإيمان والعفاف. واظب على القراءة الى حين قدومي وعلى الوعظ والتعليم. ولا تُهمل الموهبة التي أُوتيتَها بنبوّةٍ بوضع أيدي الكهنة. تأمّل في ذلك وكنْ عليه عاكفًا ليكون تقدّمك ظاهرًا في كلّ شيء.

الإنجيل: لوقا 1:19-10

في ذلك الزمان فيما يسوع مجتاز في أَريحا اذا برجل اسمه زكّا كان رئيسًا على العشارين وكان غنيّا. وكان يلتمس أن يرى يسوع من هو، فلم يكن يستطيع منَ الجمع لأنه كان قصير القامة. فتقدّم مسرعًا وصعد الى جمّيزة لينظُره لأنه كان مزمعا أن يجتاز بها. فلما انتهى يسوع الى الموضع رفع طَرْفه فرآه فقال له: يا زكّا أَسرِع انزل فاليوم ينبغي لي أن أَمكُث في بيتك. فأَسرع ونزل وقَبِله فرحا. فلما رأى الجميعُ ذلك تذمّروا قائلين: انه دخل ليحلّ عند رجل خاطئ. فوقف زكّا وقال ليسوع: ها أنذا يا ربّ أُعطي المساكين نصف أموالي، وإن كنتُ قد غبنتُ أحدًا في شيء أَردّ أربعة أضعاف. فقال له يسوع: اليوم قد حصل الخلاص لهذا البيت لأنه هو ايضا ابنُ ابراهيم، لأن ابن البشر انّما أتى ليطلب ويُخلّص ما قد هلك.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمة الراعي

صادقة هي الكلمة