...

من تعليمنا الأرثوذكسي: الحياة في الدهر الآتي

التلميذ: تكلّمنا في المرة السابقة عن قيامة الموتى. في دستور الإيمان، يتبعها مباشرة “الحياة في الدهر الآتي” اذ نقول: وأترجّى قيامة الموتى، والحياة في الدهر الآتي. ما هي الحياة في الدهر الآتي؟

المرشد: الكلام عن الحياة الدائمة مع الله “في الدهر الآتي” في قلب البشارة بالإنجيل كما كان عند الأنبياء في العهد القديم. اسمع ما يقـوله الرسـول بـولس: “ما لم تـرَهُ عينٌ، ولم تسمع به أذنٌ، ولم يخطر على بال إنسان، ما أَعَدّه الله للذين يحبّونه” (1 كورنثوس 2: 9). لكننا لا نعرف لا اليوم ولا الساعة لمجيء المسيح الثاني. لما سأله تلاميذه عن الوقت، أجاب يسوع قبل صعوده الى السماء: “ليس لكُم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جَعلها الآبُ في سلطانه” (أعمال الرسل 1: 7). يُحذّرنا يسوع بهذه الكلمات لئلا نقع في حشرية مُضرّة.

التلميذ: لكننا نسمع من وقت إلى آخر عن تاريخ انتهاء العالم او وقت مجيء الرب والدينونة.

المرشد: فعلا انها لتجربة يقع فيها الانسان ويريد أن يعرف تفاصيل الأزمنة الأخيرة. كم ظهر من الأنبياء الكذبة! وكم تنبّأ هذا او ذاك بموعد نهاية العالم! نحن في كنيستنا نرفض كل هذه الإعلانات الكاذبة عن نهاية العالم ونتذكّر كلام يسوع المسيح بهذا الشأن: “إن قال لكم أحدٌ هوذا المسيح هنا او هوذا هناك فلا تصدّقوا لأنه سيقوم مُسَحاء كذبة وأنبياء كذبة ويُعطون آيات وعجائب لكي يُضلّوا لو أمكن المُختارين ايضا. فانظروا انتم ها أنا قد سبقتُ وأَخبرتُكم بكل شيء” (مرقس 13: 21- 23).

التلميذ: لكن ألا نعرف شيئا عن الحياة في الدهر الآتي؟

المرشد: نعرف ما علّمَنا يسوع. داوم على قراءة الإنجيل. ونعرف ايضا ما وصفه القديس يوحنا الإنجيليّ كاتب سفر الرؤيا. لما كان يوحنا منفيّا في جزيرة بَطمُس كان له كشف عن الحياة الآتية، رأى رؤيا وكتب ما رأى. رؤيا يوحنا محفوظة في آخر الكتاب المقدس. يصف القديس يوحنا الحياة التي لا تنتهي واليوم الذي لا يعروه مساء، السماء الجديدة والأرض الجديدة. ما خلقه الله بمحبته، ما أتى به من العدم الى الوجود لا يعود الى العدم. ما خلقه الله جيّد، إلا أن الخطيئة تُفسده. لذلك يجب تحرير الحنطة من الزؤان كما يشرح لنا الإنجيليّ متى في أمثلة الملكوت: الزارع وحبة الخردل والخميرة والحنطة والزؤان. أنصحك بقراءة هذا المثل في متى 13: 24- 30)، فهو يعطيك فكرة عن اليوم الأخير وعمّا علينا أن نفعله لنستعدّ. في اليوم الأخير، يوم الدينونة يُباد كل الشر الذي يعذّب العالم. كلمة الله، المسيح سيُجدّد كل الخليقة ويُحرّرها من الشرير: “ها أنذا أَصنعُ كل شيء جديدا” (رؤيا يوحنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسي: الحياة في الدهر الآتي