...

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: سرّ المسيح

التلميذ: جاء إلى كنيستنا أستاذ ألقى محاضرة وتكلّم على «سرّ المسيح»، وذكر رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي، لكنّي لم أفهم شيئًا. هل تساعدني؟

المرشد: ليس سهلاً الجواب عن سؤالك. فلنحاول أن نفهم «سرّ المسيح» لأنّه أعمق وأكبر من العقل البشريّ. لكنّ الذين يشتركون في جسد «القائم» من بين الأموات وفي دمه يستطيعون أن يستشفّوا هذا «السرّ المكتوم منذ الدهور… وكُشف اليوم لقدّيسيه» كما قال الرسول بولس في كولوسي ١: ٢٦.

 

التلميذ: هل تشرح أكثر؟

المرشد: اسمع. يسوع المسيح هو ابن الله الوحيد، هو الله الواحد مثل أبيه وروحه القدّوس وهو الذي يستطيع أن يوحّدنا في الآب. يسوع المسيح، ابن مريم، هو إنسان مثلنا لهذا السبب يمكنه أن يخلّصنا. ونحن باشتراكنا في جسد المسيح ودمه نصبح مندمجين في جسده القائم من بين الأموات، ونصير جسدًا واحدًا معه ومشاركين له في ألوهيّته. هذا الجسد المكوّن من اتّحاد الرأس (المسيح) بالأعضاء المؤمنين (المشاركين في المناولة) يُسمّى الكنيسة.

 

التلميذ: أذكر أنّك قلتَ لنا عن الرأس والجسد عندما تكلّمنا على معنى الكنيسة. لكن كيف يظهر هذا في العالم؟

المرشد: ان المسيح، رأس الجسد الكنيسة، يُحرّك أعضاءه المؤمنين ويعمل فيهم عبر كنيسته. وأعضاء الكنيسة، جسد المسيح، يستجيبون إلى ما يُحرّكه الرأس بالإصغاء إلى كلمته.

 

التلميذ: لا أظن أنّ كلّ أعضاء الكنيسة يصغون إلى كلمة الله.

المرشد: معك حق. ليس أعضاء الكنيسة أعضاء حيّة إلا بالروح القدس الذي ينالونه بالأسرار، الذي يوحدهم بعضهم ببعض ويوحدهم بالمسيح الرأس. هذا الواقع السريّ، لكن كيف إنّ بشرًا مؤمنين وخاطئين وتائبين ومتّحدين بعمل الروح القدس بالمسيح القائم من بين الأموات يصبحون جسدًا واحدًا، جسد المسيح، ويتابعون هكذا عمل المسيح في عالم اليوم. هذا ما يُدعى سرّ الكنيسة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: سرّ المسيح