...

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: المجيء الثاني

التلميذ: يتكلّم بعض الناس على مجيء المسيح الثاني. متى سيأتي ثانية؟

المرشد: لا أحد يعرف. هكذا قال يسوع: «اسهروا لأنّكم لا تعرفون في أيّة ساعة يأتي ربّكم» (متّى ٢٤: ٤٢). ثمّ يعطي مثالاً: «لو عرف ربّ البيت في أيّ هزيع يأتي السارق لسَهر ولم يدَعْ بيته يُنقَب». ويضيف يسوع: «لذلك كونوا أنتم أيضًا مستعدّين». قال يسوع: اسهروا! السَهر أو اليقظة عنوان حياة المسيحيّ وبرنامجها.

 

التلميذ: ولكن كيف نعرف أنّه سيأتي مرّة ثانية؟

المرشد: يسوع المسيح نفسه قال لنا إنّه سيأتي ثانية، قال متكلّمًا على نفسه: «ويبصرون ابن الإنسان آتيًا على سحاب السماء بقدرة ومجد كثير، فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من أقصى السموات إلى أقصاها». ورد هذا الكلام في إنجيل متّى (٢٤: ٣٠-٣١) ومرقس (١٣: ٢٦-٢٧) ولوقا (٢١: ٢٧). ويذكّرنا القدّيس الرسول بولس بهذا الكلام في أوّل رسالة كتبها السنة ٥١ من مدينة كورنثوس إلى أهل تسالونيكي في اليونان، قال: «لأنّ الربّ نفسه بهتاف بصوت رئيس الملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء…» (١تسالونيكي ٤: ١٦).

 

التلميذ: أفهم من كلامك أنّه على المسيحيّ السهر دائمًا. لكن لا أحد يبقى مستيقظًا…

المرشد: السَهَر هنا لا يعني عدم النوم. إنّه يعني الانتباه، اليقظة أي الوعي والاستعداد الدائم لاستقبال المسيح. هذا يعني أن نركّز اهتمامنا على الربّ يسوع المسيح، ولا نشتّت اهتماماتنا بأمور كثيرة تلهينا عنه. أعطى يسوع أمثلة على ذلك. تكلّم على الخادم الأمين الذي وجده سيّده مستيقظًا عندما وصل على بغتة.

 

التلميذ: أعرف أيضًا مثل العذارى العاقلات والعذارى الجاهلات…

المرشد: نعم. سهرت العذارى العاقلات وبقيت مصابيحهنّ مضاءة لأنّهنّ كنّ يملأن المصابيح زيتًا كلّما نقص الزيت، لذلك كنّ جاهزات عند وصول العريس. أمّا العذارى الجاهلات فقد أهملن مصابيحهنّ وما كنّ جاهزات عند وصوله. أذكّرك بأنّ الكنيسة تتكلّم على هذين المثلين في صلاة الختن، حيث تحثّنا على التشبّه بالعذارى العاقلات، وبالخادم الأمين وعلى الاستعداد لاستقبال المسيح.

 

التلميذ: فهمت الأمثلة التي أعطاها يسوع ولكن نحن كيف نسهر؟

المرشد: السهر المطلوب منّا يشبه سَهَر الحارس الذي ينتبه إلى أدنى حركة قد تهدّد المكان الذي يحرسه. السهر المطلوب منّا ليس سهر التسلية وإضاعة الوقت، إنّما السهر واليقظة مع الصلاة ومحاربة الخطيئة في جهادنا الروحيّ. كيف نترصّد الخطيئة ونحارب الشرّ فينا إن لم نكن منتبهين، كيف ينمو ملكوت الله في داخلنا إن لم نكن يقظين؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: المجيء الثاني