...

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: السنة الطقسيّة

المرشد: تبدأ السنة الطقسيّة الي نتّبعها في حياتنا الكنسيّة في أوّل أيلول وتتألّف من ١٢ شهرًا تنتهي في ٣١ آب.

التلميذ: لماذا لا نتّبع السنة المدنيّة التي تتألّف أيضًا من ١٢ شهرًا؟

المرشد: للسنة الطقسيّة معنى يختلف عن السنة المدنيّة فهي تتأسّس على أحداث حياة السيّد أي الأعياد السيّديّة. في السنة الطقسيّة أدوار مختلفة: دور الأعياد الثابتة مثل البشارة والميلاد والظهور الإلهيّ ورقاد السيّدة… ودور الأعياد المتنقّلة التي يتغيّر تاريخها كلّ سنة وتدور كلّها حول عيد الفصح مثل بدء الصوم والشعانين والصعود والعنصرة.

التلميذ: ما علاقة السنة الطقسيّة بحياتنا نحن؟

المرشد: تذكّرنا عودة الدورة الليتورجيّة بأنّ الخلاص بالمعنى المسيحيّ للكلمة ملازم لما حصل في التاريخ ولما نعيشه في حياتنا. الخلاص ليس انتقال عقيدة مجرّدة. نحن نخلص لأنّ أمرًا ما قد حدث، لأنّ بعض الأحداث قد جرت: تجسّد المسيح، آلامه وقيامته، حلول الروح القدس. السنة الليتورجيّة تحتفل بهذه الوقائع وتجدّدها سرّيًّا.

التلميذ: كيف نحتفل ببدء السنة الطقسيّة؟

المرشد: يقام القدّاس الإلهيّ وتُرتّل ترنيمة السنة الجديدة: «يا مُبدع الخليقة بأسرها، يا من وضعتَ الأوقات والأزمنة بذات سلطانك، بارك إكليل السنة بصلاحك يا ربّ، واحفظ بالسلامة عبيدك المؤمنين، بشفاعات والدة الإله وخلّصنا». بعد القدّاس الإلهيّ طلبة خاصّة نطلب فيها إلى «الربّ إلهنا أن يؤهّلنا لأنّ نجوز هذه السنة المقبلة بسيرة مرضية لعزّته الإلهيّة… وأن يجعل السنة المقبلة سنة خير ورفاه بإرسال الأمطار في أوقاتها واعتدال الفصول… ويوطّد روح السلام في العالم أجمع ويؤيّد الكنيسة المقدّسة».

التلميذ: جيّد أن نصلّي من أجل كلّ الخليقة بما فيها الأرض والبحر والرياح والجبال والحيوانات، وليس فقط من أجلنا نحن.

المرشد: أنا مسرور لأنّك لاحظت هذا. لذلك قرّرت كلّ الكنائس الأرثوذكسيّة أن تصلّي في أوّل أيلول من أجل البيئة التي نعيش فيها وسلامتها، وأرجو أن تتذكّر أنت ذلك وتصلّي مع رفاقك وربّما تصنع شيئًا من أجل الحفاظ على الطبيعة التي خلقها الله.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: السنة الطقسيّة