...

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: التجسّد

التلميذ: أودّ أن أسألك: في الميلاد نعيّد لميلاد الربّ يسوع في بيت لحم الذي حدث منذ أكثر من ألفي سنة أليس كذلك؟

المرشد: التجسّد ليس مجرّد حدَث وقع في الماضي. إن كنّا نحن المسيحيّين ننظر إلى الوراء ونعيّد لمجيء الله إلى العالم كحدَث تاريخيّ فقط، نصبح مثل باقي الديانات. التجسّد أكثر من مجرّد التعييد لحادثة تاريخيّة. يسوع نفسه الذي أتى إلى بيت لحم يأتي اليوم إلى أيّ إنسان يقبله بالإيمان بأنّه ابن الله ومخلّص العالم.

التلميذ: لكنّ الناس يعيّدون للميلاد كحدَث من الماضي.

المرشد: هذا محزن جدًّا أن يفكّر المسيحيّون أنّ يسوع من الماضي. أحيانًا يفكّرون أنّه سيأتي في المستقبل. ولكن نادرًا ما يفكّرون فيه أنّه حاضر الآن معنا. مع ذلك أنت تعرف أنّه قبل أن يولد يسوع بشّر الملاك بأنّ اسمه سوف يكون: «عمّانوئيل الذي تفسيره الله معنا» (متّى ١: ٢٣). يعلّمنا التجسّد أنّ الله معنا. أرسل الله ابنه إلى العالم ليرينا أنّه معنا في كلّ حين. أليس هو الراعي الصالح الذي يبحث عن الخروف الضالّ، وعندما يجده، يحمله بين ذراعيه ويعود به إلى بيته (لوقا ١٥: ٧).

التلميذ: نحن نعرف أنّ الربّ معنا في كلّ مرحلة من مراحل حياتنا.

المرشد: صحّ. التجسّد يكشف لنا أنّ الله معنا: معنا في الـظلم والضيق وفيه يرانا، معنا في البحبوحة والرخاء ليحفظنا متواضعين، معنا في العمل ليحفظنا أمناء، معنا في المسرّات ليجعلها مفيدة، معنا في الأحزان ليمسح دموعنا، معنا في الحياة ليجعلها هادفة، معنا في الموت ليقودنا إلى ما وراء الموت، إلى المكان الذي أعدّه الله للذين يحبّونه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: التجسّد