...

الكنز في آنية خزفيّة للمطران جورج خضر

– يشير الرسول بولس إلى الخلق عندما أخرج من الظلمة النور الحسّيّ. أمّا النور الحقيقيّ فهو مرسوم على وجه يسوع المسيح. وهذا النور الذي رآه بولس على طريق دمشق لمّا ظهر له السيّد سوف يعطيه لآخرين. والنور الكامن في النفوس يسمّيه كنزًا، ولكنّه ينظر إلى الضعف البشريّ ويقول: «لنا هذا الكنز في آنية خزفيّة»، حتّى إذا ظهرت منك قوّة روحيّة تعرف أنّها آتية من النعمة لا من قواك الشخصيّة.

– البشارة تبدأ في قلب المبشّر وبعد ذلك تصير كلامًا على شفتيه. بماذا نتكلّم؟ بالقيامة إذ نعلم أنّ الذي أقام يسوع سيقيمنا نحن أيضًا بيسوع. «لأنّ كلّ شيء من أجلكم» وكأنّه يقول إنّ قيامة المسيح هي لتقوية إيمانكم وخدمته «لكي تتكاثر النعمة بشكر الأكثرين فتزداد لمجد الله».

– ثقة بولس بيسوع كاملة مهما ضعف الرسول تحت الاضطهاد، أو لمس الضعف في داخل نفسه ووجهه دائمًا إلى وجه يسوع وبنوره يعاين النور. أجل نحن آنية من خزف، ولكنّه مملوء بالنعمة، والنعمة هي الفاعلة إن أطَعْنا.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الكنز في آنية خزفيّة

التلميذ: في رسالة اليوم، يتكلّم بولس الرسول على كنز. ماذا يقصد بذلك؟ ما هو هذا الكنز؟

المرشد: قبل أن يأتي بولس الرسول على ذكر الكنز، يقول في هذه الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس إنّ الله أشرق في قلوبنا ليشعّ نور معرفة مجده، ذلك المجد الذي في وجه المسيح. إذًا، الكنز هو مجد الله، نور المسيح الذي يشرق لنا.

التلميذ: ثمّ يكمل إنّ «هذا الكنز في آنية خزفيّة ليكون فضل القوّة لله لا منّا» (٤: ٧). هل هذا يعني أنّنا نحن الآنية الخزفيّة؟

المرشد: نعم، من المعروف أنّ هذه الآنية المصنوعة من فخّار هي سريعة الانكسار، وكذلك هو جسدنا، يتأثّر بسهولة بالموت والأمراض وغيرها. جسدنا ضعيف يميل إلى الخطيئة، ورغم ذلك حَفِظَ فيه الله أعظم كنز. ينزل علينا نور الله ونحن ضعفاء.

التلميذ: إذًا ما الذي أراد بولس الرسول أن يقوله لنا عبر هذا التشبيه؟

المرشد: يقول إنّ قوّتنا نستمدّها من الله لا من أنفسنا. هو قادرٌ على أن يفعل في أجسادنا الضعيفة. إن تضايقنا، فنحن غير محصورين، أي قادرين على الخروج من الضيق. إن تحيّرنا أو قلقنا، فنحن لا نيأس لأنّ الله يحرّرنا من القلق. إن اضطُهدنا لا يتركنا الله. نحن لا نهلك لأنّنا بقيامة المسيح نغلب كلّ ضعفٍ وألم.

 

Raiati Archives

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الكنز في آنية خزفيّة

للمطران جورج خضر