...

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: صوم الميلاد هذا العام

التلميذ: لماذا نصوم صومًا أربعينيًّا قبل عيد الميلاد؟

المرشد: قبل كلّ حدثٍ كبير أو مهمّ، يتحضّر الإنسان بأفضل طريقة. وقد وجدت الكنيسة في الصوم الطريقة الفضلى لتحضير النفس قبل الأعياد الكبيرة، كالفصح والميلاد وغيرهما، وأيضًا قبل المناولة في كلّ قدّاس إلهيّ. فالصوم يساعد الإنسان على اقتناء الهدوء الداخليّ، وتهدئة شهوات الجسد. يصير جسدنا خفيفًا، ما يساعدنا على الصلاة بشكلٍ أفضل (من دون نعاس أو تعب). أمّا الأربعون يومًا فهي مستوحاة من صوم الربّ يسوع أربعين يومًا، بعد معموديّته وقبل بدء بشارته، ومستوحاة من صوم موسى الأربعينيّ قبل استلامه الشريعة من الله.

التلميذ: إنّني لا أشعر بصوم الميلاد كما بالصوم الكبير…

المرشد: صوم الميلاد مخفَّف إذا صحّ التعبير، نسبةً إلى الصوم الكبير، لأنّنا لا ننقطع عن وجبة الفطور، بل ننقطع عن الزفَرين (اللحم والبيض وكلّ مشتقات الحليب)، ما عدا السمك الذي يُسمح بأكله إلّا يومي الأربعاء والجمعة.

وقد اعتدنا أن نقيم الصلوات يوميًّا في الكنيسة في صوم الفصح (كالنوم الكبرى والبروجيزماني والمديح)، وهذا ما يجعله فترة مميّزة عن سواها من السنة. لذا، علينا في صوم الميلاد أن نصلّي يوميًّا في بيوتنا. فمن دون صلاةٍ مرافقةٍ للصوم، من الطبيعيّ ألّا نلمس فائدته.

التلميذ: اليوم، بسبب أحوالنا المادّيّة الصعبة جدًّا، لا نأكل اللحم أصلًا. ولا نستطيع حتّى أن نأكل السمك. فما نفع الصوم في هذه الحال؟

المرشد: صحيح أنّ كثيرين «يصومون» قسريًّا عن اللحم والسمك. لكن أن نُحرم من الأكل شيء، وأن نمتنع عنه لسببٍ روحيّ شيءٌ آخر. أضِف إلى ذلك أنّ نوعيّة الأكل ليست هي ما يهمّ. نحن نشارك كجماعةٍ مؤمنةٍ في كلّ ما تضعه الكنيسة لتقديسنا. نحن نطيع الكنيسة التي تعطينا هذه الفترة لكي نهيّئ قلوبنا، عبر الصوم والصلاة والتوبة، لاستقبال المسيح المولود فيه.

 

Raiati Archives

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: صوم الميلاد هذا العام