...

القدّيس مارون الناسك

التلميذ: قال الكاهن إنّ الكنيسة تعيّد اليوم للقدّيس مارون الناسك. ماذا نعرف عن سيرة حياته؟

المرشد: نعرف القليل جدًّا عنه. كان القدّيس مارون ناسكًا في مدينة قورش، على رابيةٍ حيث بنى لنفسه منسكًا يلجأ إليه في بعض الأحيان، بينما قضى معظم وقته في العراء. أنعم الله عليه بموهبة الشفاء، جسديًّا كان أو نفسيًّا، فكان على سبيل المثال يداوي البخيل والغضوب. يُقال إنّه رقد في شيخوخةٍ متقدّمة من جرّاء مرضٍ بسيطٍ أنهى حياته.

 

التلميذ: قلْنا في طروباريّته اليوم إنّه متوشّحٌ بالله. ما معنى ذلك؟

المرشد: ليس القدّيس مارون الناسك وحده المُلقّب بالمتوشّح بالله، لكن أيضًا القدّيس إغناطيوس الأنطاكيّ، القّديس سمعان العموديّ، القدّيس سابا وغيرهم. كلمة «توشّحَ» تعني «لبسَ». فعندما نقول عن قدّيسٍ ما إنّه متوشّحٌ بالله، نعني أنّه لبس المسيح كما يقول بولس الرسول: «لأنّكم كلّكم الذين اعتمدْتُم بالمسيح، قد لبسْتُم المسيح».

التلميذ: لكن كيف يمكننا أن نلبس المسيح؟

المرشد: نلبس المسيح حقيقةً حين ندخِلُه قلبَنا وعقلَنا، حين نسمح له لكلماته بأن ترشد خطانا في حياتنا، حين يصير فكرُنا كفكرِه، ومشيئتُنا كمشيئته، ومحبّتُنا مجّانيّة كمحبّتِه. نلبس المسيح حين نصيره، أي عندما في حضورنا يشعر الناس بحضوره.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

القدّيس مارون الناسك