...

من تعليمنا الأرثوذكسي: الاعتراف

التلميذ: قال الكاهن في الكنيسة انه علينا الاعتراف وحدد مواعيد لذلك. أنا لا أعرف ماذا أقول عندما سأذهب الى الاعتراف.

المرشد: هناك اولاً صلاة قصيـرة يقـولها المُعترف، وإن كان لا يعرفها يردّدها مع الكاهن، وهي: “ايها الآب، رب السماء والأرض، إني أعتـرف لك بكل خفايا وظواهر قلبي وذهني التي فعلتُها حتى هذا اليوم الحاضر. وأطلب إليك ايها الديان العادل الحنون أن تغفر لي وتمنحني نعمةً حتى لا أَعود الى الخطيئة فيما بعد”. هل فهمتَ كل معاني هذه الصلاة؟ فيها أربعة أشياء مهمة: نتوجّه الى الله الآب، نعتـرف بكل خطيئـة ظاهرة او مخفيّة في القلب، نطلب المغفـرة، ونرجو أن يمنحنا الله نعمةً لكي لا نعـود الى الخطيئـة. لا يمكنـنـا أن نتـغـلـب على الخطيئة إن لم تكن معنـا نعمـة الله أي إن لم يكن معنا الروح القـدس الذي به يمكننا أن نصلّي وأن نغلب الشر.

 

التلميذ: متى أَعترف بالخطايا التي فعلتُها؟ هل أُعدّدها واحدة فواحدة؟

المرشد: بعد الصلاة مباشرة يعترف كل واحد بخطاياه التي ارتكبها بالفكر او بالقول او بالفعل. أظنّ أنه لا توجد خطايا ظاهرة بالقول او بالفعل من دون أن تكون أولا في الفكر، يعني في القلب، في الانسان بكل كيانه: إرادته، مشاعره، نواياه… عندما يفكّر الإنسان في قلبه فكرا شريرا، قد يتسنّى له أن يحقّقه، وقد لا يتسنى. لكن إن بقي الفكر فكرا، فهذا لا يعني أنه ليس خطيئة. اليك هذا المثل: اذا حقد إنسان على إنسان آخر وكرهه وصمم على الانتقام منه، لكن لم تسنح له الفرصة لذلك، فقد وقع في خطيئة الحقد والكره. والرب أَوصانا أن أَحبّوا أعداءكم.

 

التلميذ: ما هي الخطايا التي بالقول؟

المرشد: أنصحك بأن تصلّي ليمنحك الله نعمة وتنتبّه لأقوالك. هل تتكلم بالسوء على الآخرين؟ هل تُثرثر بكلام فارغ لا معنى له؟ هل خلقت المشاكل بين الناس بالـ”قيل والقال” ونقـل الكـلام؟ هل كذبت، وأنت تعرف أن كل أشكال الكذب كذب إلخ…؟ كل هذه تعترف بها بنيّة أنك لا تريد أن تعود الى الخطيئة. لا ضرورة لأن تدخل في التفاصيل وتروي القصة، أو أن تبدأ بوضع اللوم على الآخرين. المهم أن تُقرّ بكل تواضع أنك أخطأت وأنك تتوب.

 

التلميذ: من يغفر الخطايا؟

المرشد: الله وحـده يغـفـر الخطـايـا. والكـاهـن بسبب من رسامـتـه، عـنـده التفويض أن يحلّ الخطايا باسـم الـرب. هذا مـا نُسـمـّيـه الحـلّ اذ يقـول للمُعتـرِف: “الله الذي صَفَحَ لداود عن خطاياه… لما اعتـرف بها، ولبطـرس وللزانية وللعشـّار (وكلّها أمثلة من الكتاب المقدس) هو يصفـح لك بواسطتي أنـا الخـاطـئ عـن جميع خطاياك ويؤهلك للوقـوف امام منبـره الرهيـب بغيـر دينـونـة. واما ما اعترفت به من الذنوب فلا تهتمّ له البتّة، بل اذهبْ بسلام”. بعد الاعتراف تحس نفسك خفيفا، وتنظر الى الأمام وتتوجّه توجّها جديدا. يمكننا أن نتحدث في ما بعد، بعد أن تكون قد اختبرت الاعتـراف والتـوبـة.

 

التلميذ: تكلمنا عن الاعتراف. هل هو سر التوبة ايضًا؟

المرشد: انت على حق تكلمنا اليوم عن سر التوبة والاعتراف جزء من سر التوبة: الصلاة اولا ثم الاعتراف بالخطايا ثم الحل الذي يعطيه الكاهن.

 

 

Raiati Archives

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسي: الاعتراف