...

الزواج والرهبانيّة الأسقف كاليستوس وير

الزواج والرهبانيّة يتمّم الواحد منهما الآخر، كلاهما سرّ حبّ… المتزوّجون، وكذلك الرهبان مدعوّون إلى «الطريق الضيّق» للحياة النسكيّة، وإلى الصوم ونكران الذات. وإذا كان الرهبان شهداء، فكذلك هم المتزوّجون أيضًا كما تشير أكاليل الزواج وترانيمه. الحبّ الكامل حبّ مصلوب دائمًا. وإذا ما قَبِل المتزوّجون والرهبان الصليب بطواعيّة، فإنّه يضمن الطريق إلى القيامة والحياة الجديدة. وبالطريقة ذاتها، إذا ما فُهمت العفّة بمعناها السليم، معنى السلامة والتكامل، فلا تكون خاصّة بالمتوحّدين، بل بالمتزوّجين أيضًا، بمعنى أنّ الزواج يتضمّن، في ذاته، القيَم المميّزة للرهبنة. فالنذور الرهبانيّة (الفقر والعفّة والطاعة) إذا ما فُهمت كما يجب بطريقة إيجابيّة طريقًا إلى التحرّر لكي نحبّ الله وبعضنا بعضًا، تصير قابلة للتطبيق على الحياة الزوجيّة. وإذا كان النسك والعفّة علامتي الحياة الزوجيّة، فإنّ الحبّ علامة الراهب الحقّ. وإذا ما امتنع الراهب عن الزواج فليس لأنّ الحالة الزوجيّة خاطئة، بل لأنّه شخصيًّا مدعوّ إلى أن يعبّر عن حبّه لله والجنس البشريّ على مستوى آخر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

.

الزواج والرهبانيّة

الأسقف كاليستوس وير