...

اخلصليب للمطران جورج خضر

نحن نكرّم الصليب إشارة وأيقونة ونفتخر به لأنّه بعد أن كان رمز الذلّ صار رمزًا للقيامة وطريق انتصارنا وموضع فدائنا.

هذا قدر المسيحيّين أن يكونوا مصلوبين فليس العبد أفضل من سيّده، والمسيحيّون ينبغي ألّا يكونوا صالبين ولا أن يكونوا صليبيّين، فهم لا يقتلون الناس، ويسير كلّ منّا حسب أخلاقه، فإذا قُتِلوا فهذا أمر طبيعيّ لأنّ المؤمن الكبير مُقلِقٌ للعالم، ولكن إذا قتل الشهيد فلا يكون قد استثار الغضب عند الآخرين ولا يكون هو سبّبَ الموت.

السلوك الطاهر، السلوك الإيمانيّ، يمكن أن يجعل المؤمن مغفورًا وهذا ما كان جيلًا بعد جيل. هذه الأشياء لا نستغربها ولكن لا نكن نحن سببًا بسوء سلوكنا لسوء سلوك الآخرين.

لماذا نزل ابن الله للعالم، كان يمكن لله أن يغفر للعالم من دون هذا المشروع؟ لم يكن معروفًا على حقيقته قبل مجيئه، يقول كلمات بواسطة الأنبياء، ولكنّ الناس لا يسمعون ولا يتقيّدون بها وكانوا يُخطئون باستمرار وما كانوا يحبّون الله، فأراد الله أن يبيّن أخلاقه هو بنزوله في ما بينهم بالجسد.

نحن مضمومون إلى صدر الله، نحن لسنا شيئًا بخسًا، نحن نساوي دم إله، هذا ثمننا، فإذا قهرنا العالم فإنّما العالم يقهر ذاته. نحن لا يستطيع أحد علينا شيئًا، لأنّ المسيح اشترانا بدمه وصرنا نحن جلساءه وعشراءه في السماويّات ومنضمّين إلى صدره العظيم.

 

 

 

Raiati Archives

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اخلصليب

للمطران جورج خضر