...

من تعليمنا الأرثوذكسي: المسبحة في كنيستنا


                                                                                                                                             

التلميذ: أرى المؤمنين في الكنائس الأخرى يصلّون بالمسبحة، لمَ ليس لدينا مسبحة مثلهم؟

المرشد: بالطبع لدينا، نحن نستخدم المسبحة في صلاتنا الشخصية، فهي تساعدنا على التركيز.

التلميذ: ما هي هذه الصلاة وما طريقة استخدام المسبحة؟

المرشد: هناك العديد من الصلوات القصيرة التي يمكنك أن تتلوها على كلّ حبّة. يمكنك أن تلتمس رحمة الرب قائلاً: «يا ربي يسوع المسيح ارحمني»، أو أن تتوجّه إلى والدة الإله: «أيّتها الفائق قدسها والدة الإله خلّصينا»، أو إلى القدّيسين: «أيّها القديس… تشفّع بنا». وهناك صلاة من أجل الراقدين: «يا ربي يسوع المسيح أرِح نفس عبدك فلان».

هذه الصلوات القصيرة فعّالة في حياتنا اليومية. وإذا استعنّا بالمسبحة، يزداد تركيزنا فنجني ثمرًا أكبر. نحن إجمالاً نستعين بها في صلاتنا الشخصيّة وليس في الصلوات الجماعيّة في الكنيسة. نجلس في مكانٍ هادئ ونكرّر هذه الصلوات محاولين طرد التشتّت. نصرخ إلى الله ونلتمس حضوره. ندعوه ليسكن فينا، فتنسكب علينا نعمته. نشعر بسلامٍ وصفاءٍ في قلبنا، وبتحرّرٍ من كل اضطرابٍ في داخلنا. نتشدّد في مسيرة حياتنا ونتعزّى في أحزاننا. نكون في حضرة الربّ يسوع ووالدة الإله والقدّيسين، ونتذوّق الملكوت في داخلنا.

التلميذ: من أين وصلتنا المسبحة؟

المرشد: تعود المسابح الصوفيّة إلى تقليدٍ انتقل إلينا عبر الزمن. ففي البدء، كانوا ينقلون حبّات الحصى الصغيرة أو بذور النباتات من وعاءٍ إلى آخر فيما كانوا يتلون الصلاة. ثمّ فكّر أحد الرهبان بأن يعقد خيطًا ليستعمله في قانون صلاته اليوميّة، فصار الشيطان يحلّ له العقد محبطًا محاولاته للصلاة. حينئذٍ، حضر ملاكٌ وعلّمه طريقة صنع عقدة خاصّة فيها تسعة صلبان مُتشابكة. ولم يقدر الشيطان على فكّ هذه العقدة التي على شكل صليب.

تتكوّن المسبحة النموذجية من ثلاث وثلاثين عقدة، على عدد سنوات المسيح المتجسّد. ولكن هناك مسابح فيها مئة حبّة وأخرى ثلاثمئة حبّة. وهي إجمالاً مصنوعة من الصوف الآتي من الخروف الذي يُذكّرنا بحمل الله الرافع خطايا العالم (يوحنا ١: ٢٩)، وقد تجدها مصنوعة من مواد أخرى أيضًا.

جميلٌ هو هذا الإرث، حاول استخدام المسبحة يوميًّا لتلمس الثمار التي أخبرتك عنها.

 

 

Raiati Archives

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسي: المسبحة في كنيستنا