...

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: كتاب الفيلوكاليا

التلميذ: ما هو كتاب «الفيلوكاليا» الذي نعثر على ذكره في بعض المقالات الروحيّة؟

المرشد: كلمة فيلوكاليا تعني أدبيًّا محبّة الجمال، والمقصود طبعًا محبّة الجمال الروحيّ، محبّة الله الذي هو الجمال ومصدَر كلّ ما هو جميل. يتألّف الكتاب من مجموعة نصوص آبائية، تتكلّم على الصلاة وكيفيّة النمّو فيها والوصول إلى الصلاة النقيّة. أصحاب هذه النصوص آباء من رهبان صحراء مصر في القرن الرابع، وحتّى رهبان جبل آثوس في القرن الخامس عشر، وقد دوّنها ٣٥ كاتبًا عرفوا معنى الصلاة بالخبرة وسعوا إلى أن ينقلوها إلى سواهم.

التلميذ: هل يتضمّن الكتاب أبحاثًا نظريّة لاهوتيّة؟

المرشد: لا، بل هو نتيجة خبرة معاشة. إليك ما يرد في مقدّمة الكتاب في هذا الشأن: «فكما أنّ الرحّالة يسجّلون ما يستحقّ التسجيل ممّا يرونه في رحلاتهم، هكذا أيضًا المختارون من قبل الله، الذين تجوَّلوا في اتّجاهات متعدّدة وسلكوا في كلّ ممرّات الحياة الروحيّة، يسجّلون ملاحظاتِهم التي يفطنون إليها أثناء رحلاتهم الشاقّة المملوءة اختبارات».

التلميذ: هل هذا الكتاب مفيد للرهبان فقط؟

المرشد: بالطبع هو ليس حكرًا عليهم. إنّه كتاب مفيد لكلّ مَن يحبّ الصلاة. ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أنّ من ابتغى الصلاة النقيّة يحتاج إلى خبير يقوده إليها ويساعده في معارجها، وهذا لا يؤمّنه الكتاب بمفرده. من هنا ضرورة انفتاحنا في الصلاة على مَن لديهم خبرتها الحقيقيّة لنستزيد منهم وننمو فيها، لتصير الصلاة قنيتنا الأغلى في حياتنا كما كانت في حياة من صاغوا نصوص الفيلوكاليا.

Raiati Archives

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: كتاب الفيلوكاليا