...

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الطروباريّة والقنداق

 

 

التلميذ: في كلّ عيدٍ تطلب منّي أن أتأمّل في طروباريّة العيد لأفهم المعنى بشكلٍ أفضل. ولطالما تساءلتُ ما معنى كلمة طروباريّة؟

المرشد: هي كلمة مأخوذة عن اليونانيّة troparia، ومشتقّة من كلمة «تروبوس» التي تعني الطريقة أو الأسلوب. إذًا، الطروباريّة بشكلٍ عامّ هي ترنيمةٌ تؤدّى بطريقةٍ أو أسلوبٍ خاصّ. هي مقاطع شعريّة ترنَّم بحسب نغمٍ معيَّن. بعض الطروباريّات الشهيرة هي: «بشفاعات والدة الإله…»، «خلّصنا يا ابن الله…»، «المسيح قام…».

أمّا الطروباريّات التي تحتوي على معنى عيد، أو طروباريّات القيامة، فتُسمّى الأبوليتيكا apolitika، وتُعتبر من أقدم الطروباريّات. سُمّيت هكذا لأنّها كانت جزءًا من زيّاحات، وهي تشرح معنى العيد باختصار ولكن بعمق.

التلميذ: إذًا نحن نرتّل نهار الأحد طروباريّة القيامة، وإذا كان هناك عيدٌ ما، نرتّل طروباريّة العيد. صحيح؟

المرشد: نعم، وطروباريّة القيامة تختلف من أحدٍ إلى آخر بحسب اللحن. لدينا ثمانية ألحان. إذًا، نرتّل طروباريّة القيامة، ثمّ طروباريّة العيد، ولا تنسَ طروباريّة شفيع الكنيسة.

التلميذ: ولكنّني ألاحظ أنّ الكاهن يرتّل بعدها ترتيلةً أخرى من الهيكل. ما هذه؟

المرشد: تُسمّى القنداق kondakion. يرجّح أنّ الاسم يأتي من «كوندوس» kondos، وهي قطعة كانت تُلفّ عليها الورقة التي كانت تُكتب التسابيح عليها. وهناك تفسيرٌ آخر يقول إنّ الكلمة تأتي من en kondo، التي تعني «باختصار»، وذلك بأنّ القنداق يقدّم باختصارٍ مضمون التسبيح.

لكلّ عيدٍ قنداقه الخاصّ. وإذا لم يكن هناك عيد، نرتّل «يا شفيعة المسيحيّين غير الخازية…».

التلميذ: ما الحاجة إلى القنداق إذا كانت الطروباريّة تنقل لنا معنى العيد؟

المرشد: لم يكن القنداق صغيرًا هكذا. كان قصيدةً شعريّة، واشتهر منذ القرن السادس ميلاديّ. أمّا ما نرتّله اليوم، فهو فقط مقدّمة القنداق.

يتألّف القنداق عادةً من مقدّمة، تليها أبيات ولازمات تضمّ نحو ٢٠ إلى ٣٠ مقطعًا. ومن أشهر القناديق الكاملة التي ما زالت تُعتمد الى يومنا هذا مديح والدة الإله الذي لا يُجلس فيه.

 

 

Raiati Archives

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الطروباريّة والقنداق