...

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الخطيئة والتوبة

المرشد: كلمة الراعي اليوم «توبوا». أمامنا في الانجيل أربعة أمثلة عن الخطيئة والتوبة: زكّا العشّار لا يعرف أنّه خاطئ، والعشّار في مثل الفرّيسيّ والعشّار واعٍ تمامًا أنّه خاطئ ويطلب الرحمة، والفرّيسيّ الذي يعتقد أنّه لا يخطئ، والابن الشاطر (الضالّ) الذي اختبر أتعس حالات الخطيئة.

التلميذ: ما هي خطيئة زكّا؟

المرشد: كان زكّا عشّارًا أي أنّه مسؤول عن جباية الضريبة. عمله ليس خطيئة بحدّ ذاته، لكنه مناسبة ليظلم الناس ويقسو عليهم بسبب السلطة التي يتمتّع بها. يرينا الإنجيلُ زكّا باحثًا عن يسوع يريد أن يعرف عنه، أن يلتقي به، فيتجاوز كلّ الصعوبات، يسأل عن مكان وجوده، يدفع الناس حوله ويصعد على الشجرة ليراه. هذا الاستعداد وهذه اليقظة الروحيّة والتوق الى يسوع هي ما نتعلّمه من زكّا. هذه مرحلة تسبق التوبة وتقود إليها.

التلميذ: العشّار في مثل «الفرّيسيّ والعشّار» كان يعرف أنّه خاطئ، وجاء إلى الهيكل تائبًا يصلّي. لكنّ الفرّيسيّ لم يتب، لماذا؟ أليس بحاجة إلى التوبة؟

المرشد: طبعًا هو بحاجة إلى التوبة أكثر من غيره. لكنّه تكبّر على غيره واعتقد أنّه لا يمكن أن يخطئ لأنّه ينفّذ بعض الوصايا. هذا موقف شائع في أيّامنا وخطيئته الكبرياء. نرتّل في أحد الفرّيسيّ والعشّار «لنهربنَّ من كلام الفرّيسيّ المتشامخ، ونتعلّم بالتنهيدات تواضع العشّار هاتفين إلى المخلّص اغفر لنا». هذه باختصار العبرة التي نأخذها من هذا المثل.

التلميذ: قلت إنّ الابن الشاطر عاش في الخطيئة تعيسًا، لكنّ الأب غفر له بسرعة من دون تردّد. الأمر يختلف في إنجيل الدينونة الذي يُقرأ في أحد مرفع اللحم حيث يعامل الربّ الناس بقسوة، لماذا؟

المرشد: الفرق بين الموقفين أنّ الابن الضالّ وعى وضعه التعيس، واشتهى أن يعود إلى بيت أبيه فتاب عن الخطيئة. أمّا في إنجيل الدينونة فنرى الناس واقفين أمام الله غير واعين أنّهم قصّروا في المحبّة: «متى رأيناك جائعًا أو عريانًا أو محبوسًا أو غريبًا… ولم نخدمك؟».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الخطيئة والتوبة