...

من عظة القديس يوحنا الذهبي الفم عن المعمودية

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم انّ هناك ضرورتين وراء اعتماد الرب يسوع من يوحنا المعمدان: الأُولى حتّى يتمكّن يوحنا من تقديم الرب يسوع إلى اليهود وكل البشر، والثانية، كما قال السيّد نفسه: «ينبغي أن نُكمّل كلّ برّ» (متى ٣: ١٥). إليكم ما قاله الذهبي الفم في إحدى عظاته:

«ظهر المسيح للكل يوم معموديته لا يوم ميلاده. قليلون عرفوه قبل المعمودية. معظم الناس لم يعرفوا من هو. قال يوحنا المعمدان: «في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه» (١: ٢٦). يوحنا نفسه لم يعرف من هو قبل ان يعمّده: «انا لم أكن أعرفه، لكن الذي أَرسلَني لأُعمّد بالماء ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلا ومستقرّا عليه فهذا هو الذي يعمّد بالروح القدس» (يوحنا ١: ٣٣).

فعلًا، ما السبب الذي أعطاه يوحنا ليعمّد الرب؟ قال «ليظهر لإسرائيل، لذلك جئتُ أعمّد بالماء؟».

قال الرسول بولس ايضًا: «يوحنا عمّد بمعمودية التوبة قائلا للشعب أن يؤمنوا بالذي يأتي بعده» (أعمال الرسل ١٩: ٤). لهذا السبب اعتمد يسوع من يوحنا. لو جال يوحنا من بيت الى بيت وقدّم المسيح قائلا: هذا ابن الله، لكانت شهادته صعبة. ولو أَخذه الى المجمع وأشار اليه على انه المخلّص لما صدّقه أحد. ولكن على ضفاف الأردن وسط جماعة كبيرة من الناس أن تأتي الشهادة بيسوع من السماء ويحل عليه الروح القدس بهيئة حمامة هذا ما يؤكد شهادة يوحنا دون أدنى شك.

قال يوحنا: انا لم أكن أعرفه. نسأله: مَن عرّفك عليه؟ يجيب: الذي أَرسلني لأُعمّد عرّفني عليه. وماذا قال لك؟ قال: «الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذي يعمّد بالروح القدس». الروح القدس، لما حلّ على يسوع، كشف للكل من هو هذا الذي قال عنه يوحنا».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من عظة القديس يوحنا الذهبي الفم عن المعمودية