...

الميلاد عظة للقدّيس غريغوريوس اللاهوتيّ

المسيح ولد فمجّدوه. المسيح أتى من السماوات فاستقبلوه. المسيح على الأرض، فارتفعوا. رتّلي للربّ أيّتها المسكونة كلّها. ولكي أعبّر بكلمة واحدة بلسان الأرض والسماء أقول: ليكن فرح في السماوات وما أظلّت، والأرض وما أقلّت. لأنّ السماويّ صار أرضيًّا. المسيح تجسّد. فلنتهلّل بخوف وفرح: خوف من الخطيئة، وفرح في تحقّق الرجاء. المسيح ولد من البتول فتعفّفْن أيّتها النساء لكي تصبحن أمّهات للمسيح. من لا يسجد ويركع للمولود منذ البدء؟ من لا يمجّد الظاهر لنا أخيرًا؟

لأنّه ولد لنا صبيّ وأعطي لنا ابن رئاسته على عاتقه، لأنّه يحمل الصليب ويرتفع عليه. ويدعى اسمه رسول الرأي العظيم. وإذا ما هتف يوحنّا قائلاً: أعدّوا طريق الربّ، فأنا سأنادي في الورى بمعاني هذا اليوم: غير المتجسّد يتجسّد، والكلمة يتّحد بالأرض. غير المنظور يُنظر، وغير الملموس يلامَ. ومن لا بدء له يبتدئ، وابن الله يصير ابن الإنسان.

إنّنا نعيّد لمجيء الله إلينا لكي نعود نحن إلى الله، لنخلع الإنسان القديم ونلبس الجديد. وكما متنا في آدم سنعيش في المسيح. فلنولد معه ونُصلب، ونُدفن، ونَقمْ بقيامته. علينا أن نعود أدراجنا ونحتمل مشقّة الطريق العكسيّة التي تقود إلى الخلاص، وكما أنّه من الخيرات الصالحات جاءت المحزنات، كذلك نعود إلى الخيرات من طريق المحزنات، لأنّه حيث تكثر الخطيئة تزداد النعمة. فإذا كان المذاق الحلو قد جلب علينا الدينونة، فأولى بآلام المسيح أن تكون أشدّ وأعظم في تبريرنا من الدينونة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الميلاد

عظة للقدّيس غريغوريوس اللاهوتيّ