...

القدّيس سرجيوس رادونيج

وُلد القدّيس سرجيوس في مطلع القرن الرابع عشر في مدينة روستوف في روسيا. لـمّا بلغ السابعة أرسله والداه إلى المدرسة مع أخويه لكنّه لم يتمكّن من تعلّم القراءة. أرسله والده يومًا إلى الحقل. رأى هناك راهبًا شيخًا جالسًا تحت شجرة يصلّي. اقترب الولد منه وطلب إليه أن يصلّي من أجله لكي يتمكّن من القراءة. ثمّ دعاه إلى منزله. وفي مساء اليوم ذاته قرأ الطفل الذي كان في العاشرة كلّ صلوات الكنيسة. قال الراهب قبل أن يغادر: سيكون هذا الولد مسكنًا للثالوث القدّوس وسيجلب الكثيرين إلى معرفة…

في وقت ما انتقلت العائلة إلى رادونيج ولـمّا صار شابًّا، بعد وفاة والديه، اختار الحياة الرهبانيّة وذهب مع أخيه يبحثان عن مكان منعزل ملائم للحياة النسكيّة. سارا في الغابة إلى أن وجدا مكانًا فيه ماء يبعد نحو عشرة كيلومترات عن رادونيج. هناك بنيا قلاّية وكنيسة سمّياها «الثالوث الأقدس». هناك صار راهبًا باسم سرجيوس وكان في الرابعة والعشرين. بقي سرجيوس ناسكًا وحده بعد أن التحق أخوه بدير في موسكو، بقي ثلاث سنوات لا يرى إلاّ الحيوانات البرّيّة التي كان يطعمها، ومنها دبّ كان يأتي دائمًا والراهب سرجيوس يعطيه الخبز. ثمّ التحق به رهبان عدّة وسيم سرجيوس كاهنًا السنة ١٣٥٤ وصار رئيسًا للجماعة التي كانت تعيش في فقر شديد. بناء على طلب بطريرك القسطنطينيّة نظّم سرجيوس حياة الشركة بين الرهبان الذين كانوا يعيشون قبلاً منفردين. تكاثر عدد الرهبان وصار الدير مركزًا للعلم والحياة الروحيّة والضيافة وخدمة الفقراء.

كان للقدّيس سرجيوس دور مهمّ في أثناء هجمات التتر على روسيا في توحيد الشعب وتشجيعه على الصمود. رقد القدّيس في ٢٥ أيلول السنة ١٣٩١.

رسم أندريه روبليف أيقونة زيارة الملائكة الثلاث لإبراهيم المعروفة بأيقونة الثالوث من أجل أيقونسطاس دير الثالوث الأقدس الذي أسّسه القدّيس سرجيوس.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

القدّيس سرجيوس رادونيج