...

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: العائلة فرح الحياة

التلميذ: العائلة «كنيسة صغيرة في البيت كما الكنيسة كلّها في العالم». سَمعت هذا القول للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم في المحاضرات التي تنظّمها بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق حول العائلة.

المرشد: مفيدة هي متابعة هذه المحاضرات المنطلقة من الرسالة الرعائيّة للبطريرك والمجمع المقدّس «العائلة فرح الحياة». إذا انطلقنا من سفر التكوين نقرأ «فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ..» (تكوين ١: ٢٧-٢٨). العائلة مؤلّفة من ذكر وأنثى فقط يتحّد واحدهما بالآخر عبر سرّ الزواج المقدّس، فالكنيسة تحضّر المقبلين على الزواج وتتابعهم بعدها، لماذا؟ لأنّها تؤمن، عبر هذا السرّ، بأنّهم مشروع قداسة وامتداد للكنيسة في المنزل. ما هو أساس أنّ حبّ الله في الكنيسة يأتي من حبّ الله في البيت والعائلة.

التلميذ: كنت تردّد لنا دائمًا أنّ العائلة الكبيرة هي الكنيسة والعائلة الصغيرة هي في المنزل، ما يساعدنا على جعل العائلة كنيسة؟

المرشد: خطوات على قدر ما هي بسيطة للعمل بها، بقدر ما هي مفيدة، على سبيل الدلالة، الصلاة قبل تناول الطعام وبعده، قراءة صغيرة من الكتاب المقدّس، ترداد صلاة يسوع أي المسبحة بصوت مسموع على الجميع، قراءة سيرة قدّيس، ممارسة ومناقشة بعض الفضائل كمساعدة الآخر المحتاج، أو مثلًا الاعتذار والمسامحة بين أفراد العائلة الواحدة، تخصيص زاوية في البيت للصلاة نضع فيها الأيقونات والكتاب المقدّس، نضيء شمعة فيها أثناء الصلاة ونبخّرها من وقت إلى آخر.

التلميذ: كيف ينقل الأهل هذه الخبرة إلى أولادهم في العائلة؟

المرشد: جزء كبير من تعلّم الأولاد يأتي بالمشاهدة أو المماثلة، بالنسبة إلى الأطفال الأهل هم الله والقدّيسون والكهنة والكنيسة. «لا يستطيع الطفل أن يميّز بين الأهل والله. بالنسبة إليه الأهل هم الله فإذا كان الآباء سيّئين فالطفل يتعلّم أنّ الله سيّئ»، هذا قول لعالم النفس فريتز كونكل.

صلاتنا والدعاء إلى الله أن نكون عائلة مقدّسة أينما حلَلنا.

 

Raiati Archives

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: العائلة فرح الحياة