...

من تعليمنا الأرثوذكسي: الخطيئة بالقول

التلميذ: تكلّمنا الأسبوع الماضي عن الاستعداد للاعتراف بالخطايا التي ارتكبناها، ونطلب في الصلاة أن يغفر الله خطايانا التي بالقول والتي بالفعل. هل نتكلّم اليوم عن الخطايا التي بالقول، ما هي؟

المرشد: الخطيئة بالقول هي الخطيئة بالكلام مثل الكذب والنميمة، وهي من أخطر الخطايا لأنها تضرّ الذي يرتكبها وتضرّ الذي نتكلّم عنه بالسوء. قال القديس يعقوب في رسالته: إن كان أحد لا يعثُر في الكلام فذاك رجل كامل قادر أن يلجم لسانه وكل الجسد ايضا. ويُكمل عن اللسان الذي به تأتي الخطايا بالقول: اللسان عضو صغير ويفتخر متعظّمًا. هوذا نار صغيرة تحرق غابة كبيرة، واللسان نارٌ ايضا وعالم الإثم… اللسان لا يستطيع أحد أن يلجمه، هو شرّ مملوء سمًّا مميتًا، به نُبارِك الله الآب، وبه نلعن الناس الذي تكوّنوا على شبه الله. من الفم الواحد تخرج بركة ولعنة.

التلميذ: هل يعني هذا أن كثرة الكلام خطيئة؟

المرشد: كثرة الكلام تعطي مجالا أكبر للكلام السيء الذي هو الخطيئة. الثرثار يؤذي نفسه اولاً إذ لا يرى عيوبه وينظر الى عيوب الناس، واذا تكلّم عنها فهو لا يُصلح شيئًا منها. يقول الآباء القديسون ان عفّة اللسان هي من أهم مظاهر العفّة. قلّلْ من الكلام تُقلّلْ الخطأ. ينصحنـا الرسـول يعـقـوب أن لا نُكـثـر الكـلام: يا اخـوتي الأحباء ليكن كل إنسان مسرعا في الاستماع مبطئًا في التكلّم مبطئًا في الغضب.

التلميذ: لماذا النميمة من أخطر الخطايا؟

المرشد: التحدث عن الغير أمر سيّئ، وكثيرون يقعون في هذا الخطأ. اذا اجتمع بعض الناس يكون كلامهم في كثير من الأحيان عن الآخرين. قد تكون نيّتهم حسنة، ولكن نقل الكلام لا فائدة منه. لكن الأخطر من نقل الكلام هو النميمة اي قول شيء كاذب عن الآخرين. النميمة كذب وكلام بطال في نفس الوقت. اذا عرفت بخطأ أحد فلا تنشر الخبر، فإنك تؤذي الإنسان الآخر في صيته، والناس يصدّقون وتتشوّه عندهم صورة الآخر، وييأسون من الصدق والفضيلة ويحسبونها نادرة ولا يتعاملون مع من صارت صورته قبيحة. قد تظن أنك إذا أَعلنت خطأ الآخرين أنك مدافع عن الفضيلة، غيور عليها. هذا خطأ. لذلك اذا فحصت نفسك قبل الاعتراف دقّق في هذه الأمور وحاول إصلاحها.

 

Raiati Archives

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسي: الخطيئة بالقول