...

عظة الاحد 17 بعد العنصرة، الأحد الثاني من لوقا

 

الأحد 5 تشرين الأوّل 2014

يقول الرسول هنا في رسالة اليوم (٢كورنثوس ٦: ١٦-٧: ١) “انتم هيكل الله الحي”. اذاً، هذه الكنيسة ليست هي هيكل الله، بل انتم الناس. المبنى ليس الكنيسة. نسميّه الكنيسة لأن الكنيسة تجتمع فيه. الكنيسة هي الناس. العمارة نسمّيها كنيسة لان الكنيسة اي الناس يجتمعون فيها.أنتَ يا ابني وانتِ ابنتي اعتبرا الله ساكنًا فيكما وليس في الكنيسة. الله لا تهمّه الكنيسة مِن حيثُ العمارة. انتم الكنيسة. المسيحيون الاوائل لم يكن عندهم عمارة الكنيسة.كانوا مشتتين في الدنيا، مضطهدين، يجتمعون اينما كان في البيوت، فالمهم ان يقيموا القداس الالهي. بعدما حصلوا على الحرية ايام قسطنطين، بدأوا ببناء الكنائس في القرن الرابع. بقينا ثلاث مئة سنة بدون كنائس. الناس تعتبر أنفسها هي الكنيسة. هل انتم تعتبرون انفسكم كنيسة؟ أم تأتون فقط الى هذه الكنيسة هنا، إذ تعتبرونها هي فقط الكنيسة؟ هل فكر أحدُكم انه هو الكنيسة؟

الله يقول “إني سأسكن فيهم”. ليس في هذه الكنيسة. سأسكن فيهم، أي فيكم انتم أيها الناس، في اللحم والدم. انت بجسمك وبلحمك الله سيسكن فيك. “وأسير في ما بينهم، وأكون لهم إلها، وهم يكونون لي شعبا”.

يقول “اعتزِلوا”، اي اتركوا الاشرار، اتركوا الخاطئين. اعتزِلوا. اتركوهم. “فأَقبَلُكم، وأكون لكم أبًا، وتكونون انتم لي بنين وبنات”. اتركوا الاشرار الخاطئين حتى تصيروا أبناء الله. ليس لأني أُرثوذكسي أقول اني ابن الله. لستَ شيئا. اذا تركتَ الخطيئة والاشرار، تصير ابن الله. تصير بالتوبة ابن الله. انت أصلاً ابن أُمك. لست ابن الله. تصير ابن الله، اذا تبت. عندئذ تحسّ أن الله أبوك.

واذا كنتم أبناء الله، فهذا له نتائج. تدّعون أنكم ابناء الله؟ فلنطهّر انفسنا من كل الادناس. اذا كنا ابناء الله، نطهّر أنفسنا من الخطيئة. الشرير ليس ابن الله. الجاحد والخاطئ الذي يُصرّ على خطيئته ليس ابن الله. هذا ابنُ أُمه فقط.فلنطهّر أنفسنا من كل أدناس الجسد والروح. نحن مشوارنا مشوار قداسة. لا تفكّروا مثل البعض في كنيستنا الذين يقولون: “هل نحن قديسون؟!”. نعم انتم قديسون. لماذا ترفضون أن تصيروا قديسين؟ تصيرون قديسين. هذا المطلوب منكم. أقل من هذا غير مطلوب.

من هنا يقول بولس: إذا اردتم ان تصيروا قديسين، تصيرون بنين وبنات لله. انتم من الآن لستم شيئا. اذا أردتم ان تبقوا اشرارا، لستم بنين وبنات الله. هل أذهب وأُخطئ وأَفعل ما أُريده، وأقتل وأسرق وأزني؛ ثم أقول اني ابن الله؟! لستَ ابن الله. أنت ابن أُمك.تصير ابن الله اذا لم تخطئ.

كل الأرثوذكسيين يقولون: “ماذا فعلنا؟ ألسنا صالحين؟”. أنتم لستم شيئا ايها الأرثوذكسيّون. تصيرون شيئا اذا طبّقتم هذا الكلام: “فلنطهر انفسنا من كل أدناس الجسد والروح”. انتم لستم شيئا إن لم تفعلوا هذا الأمر. “نُكمّل القداسة”. لم أسمَع أيَّ ارثوذكسيّ يقول: “انني أُريد ان أصير قديسا”! يقولون: “انا صالح!”. الوثني صالح ايضا. كل الناس صالحين. ماذا يعني انك صالح؟ أنك لا تذهب الى السجن؟! أهكذا تكون مسيحيا؟! أَم انك تصير مسيحيا؟! أنت لم تُخلق مسيحيا. أُمك لم تخلُقك مسيحيا. انت تصير مسيحيا عندما تصنع إرادة المسيح. ليس بالمعمودية تصير مسيحيا. المعمودية بداية. ليست هي كل شيء. في حياتك اليومية، يوما بعد يوم، الى ان تموت، تصير مسيحيا. تصير مسيحيا، اي تصير عضوا في جسد المسيح. تصير جزءا من المسيح. أنتَ تصير ملتصقا بالمسيح بسلوكك، وليس بالكلام. فهناك مثلا مَن يقول: أنا أصلّي “يا رب القوات” و”المسيح قام من بين الاموات”. هذا لا يجعلك مسيحيا. هذا ترتيل.
أنتَ تصير مسيحيا بالسلوك، عندما تخضع لله كليا، ولا تكون عندك إرادتك ورغباتك وشهوات. أنت تقتل شهواتك، وتدوسها، وتذهب إلى يسوع، وتقول له: “انا لك. اريد ان اكون لك فقط، ولا اريد ان أكون لمالي ولشهواتي ولملذاتي. هذه أرميها”. هي موجودة في الحياة، لكن قلبك ليس هناك. قلبك ليس في ملذّاتك. قلبك مع المسيح. اذا وصلتَ الى هناك، هو يعتبرك ابنه.

ألقاها المطران جورج (خضر) في كنيسة رقاد السيّدة-المحيدثة

عظة الاحد 17 بعد العنصرة، الأحد الثاني من لوقا