...

كلمة الراعي دخول الرب الى اورشليم

يدخل المخلّص هذه المدينـة القاتلـة للأنبيـاء وهو يَعلـم انها ستقـتلـه بعـد أيـام، ولكن الخلاص يجب ان يتم هكذا. ومن قراءتنا لرسالة العيد يتبيّن لنـا أن الكلمة الإلهيـة الـواردة في الرسالـة تريدنا أن نتهيأ للحدث ليأتي لنا ويتم فينا. كلمة لافتة في هذا النص قولـه: “الرب قريب”.

 

هذه كلمة تـقـال عـن كـل ظهـور للـرب يسـوع أمام قلـوبنـا المنتظـرة ايـاه والمتـوقـّعـة لقـاءه في الفصح. ومن الواضح أننا ننتظـره ما شاء أن يجيء وهـو دائما يجيئنا بالروح القدس، وكلما قـرع الـرب بـاب القـلب اذا فتـحنـا لـه يجيء لأن روحه هو الساكن فينـا ويجعلنا هيكلا لـه.

الرب قريب بمعنى أنه أتى ويأتي اليوم ويأتي غدًا. وهذا ما يُظهره بولس في هذه الرسالة اذ قال: “فلتكن طلباتكم معلومة لدى الله بالصلاة والتضرع مع الشكر”. الصلاة تبـدأ بالطـلبـة او السـؤال وتـلحّ بالتضرع حتى لا تنقطع وقمّتها الأولى الشكر، فاذا تم سؤالنا باستمرار السؤال وهو التضرع تنزل علينا النعمة لنشكر لأن شُكرنا ردّ على ما أخذناه، والشكر يُقرّبنا الى الله اذا أعطى واذا لم يعطِ.

واذا نحـن انتهجنـا نهـج الطلب بالتـضـرع وأخـذنـا النعمـة، فلنخـتـم أدعيتـنـا بالشكـر لنعتـرف أن كل دعـاء يجـب أن ينتهي بمحبـة الذي أعطـانـا كل شيء. فلا نحـتـفـظ فـقـط لأنفسنـا بما يصل الينـا بل نُحـوّل وجهنـا الى الـلـه الـذي أعـطـانـا كـل نـعـمـة وهِبة. لا تنتهي أهمية الصلاة بما نأخـذ ولكن بالشكر لأن وجـه الخالق والمخلّص هـو مـا نحـجّ اليـه. غـايتنـا وجـهـه وأن يرضى. وهذا لا يتحقق فينا الا اذا حفظنا نفوسنا في سلام الله والمصالحـة معه بالتنـكّر لخطايـانـا والمكـوث أمـام وجهـه بالتـوبـة.

لهذا طلب الينا الرسول في رسالة اليوم أن نمكث في الحق والعفاف والعدل والطهارة وحُسن صيت وكل صفة محبّبة، ويطلب أن نثبت على التعليم الرسولي وأن نقتدي بكاتب هذه الرسالة اي بولس. والثبات في ما قاله بولس ممكن اليوم ومطلوب اليوم بحفظ التعليم وتراث آبائنا وأن نقتدي بهم لننال سلام الله.

الرب قريب فلستقبله بالطهارة لأنه لا يسكن في قلب غير طاهر. وكما دخل الى اورشليم في مثل هذا اليوم، فلندعه يدخل الى قلوبنا حتى لا نستقبله كما استقبلته اورشليم المدينة القاتلة للأنبياء ولكن كأورشليم المطهّرة بالقيامة.

لذلك دعا صاحب الرسالة بعد ذكره العفاف والعدل والطهارة وحُسن صيت الى أن نتمسك بها وأن نفتكر بها. ويجترئ بولس أن يطلب إلينا أن نقتدي به لأنه كان يحافظ على فضائل الانجيل.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: فيليبي ٤:٤-٩

يا إخوة افـرحـوا فـي الـرب كل حين وأقول ايضا افرحوا، وليَظهَـر حِلْمُكـم لجمـيـع النـاس فـإن الـرب قريـب. لا تهتمّـوا البتـة، بل في كل شيء فلتكـن طلبـاتُـكـم معـلومـة لـدى الله بالصلاة والتضرّع مع الشكـر. ولـيحفظ سلامُ اللـه الذي يفـوق كل عـقل قلوبكم وبصائرَكم في يسوع الـمسيـح. وبعـد أيهـا الإخوة مهما يكن من حق، ومهما يكن من عفاف، ومهما يكن من عدل، ومهما يكن من طهارة، ومهما يكن من صفة محبّبـة، ومهما يكن من حُسْن صيت، إن تكن فضيلـة، وإن يكن مَدْح، فـفي هذه افتكـروا. وما تعلّمتمـوه وتسلّمتمـوه وسمعتمـوه ورأيتمـوه فيّ فبهذا اعملوا. وإلـه السلام يكـون معكم.

الإنجيل: يوحنا ١:١٢-١٨

قبـل الفصح بستة أيام أتى يسوع الى بيـت عنيا حيث كان لعـازر الذي مات فأقـامه يسـوع مـن بين الأموات. فصنعوا له هناك عشاء، وكانت مرتا تخـدم وكان لعازر أحد الـمتكئـين معه. اما مريم فأخذت رطل طيب من ناردين خـالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها، فامتلأ البيت من رائحة الطيـب. فقال احد تلاميذه، يهوذا بن سمعان الاسخريوطيّ، الذي كان مزمعـا أن يُسْلمه: لمَ لـم يُبَـعْ هذا الطيـب بثلاث مئـة دينار ويُعطَ للمساكين؟ وإنما قال هذا لا

اهتماما منه بالمساكين بل لأنه كان سـارقا وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يُلـقى فيه. فقال يسـوع: دعها، إنما حفظَتْه ليوم دفني. فإن المسـاكين هم عندكم في كل حـين، وأما انا فلسـتُ عندكم في كل حين. وعلم جمع كثير من اليهود أن يسوع هناك فجـاؤوا، لا مـن اجـل يسوع فقط، بل لينظروا ايضا لعازر الذي أقـامه من بين الأموات. فتأْمَـرَ رؤساء الكهـنة أن يقتلوا لعازر ايضا، لأن كثيرين من اليهود كانوا بسببه يذهبـون فيؤمنون بيسوع. وفي الغد لما سمع الجمع الكثيـر الذين جاؤوا الى العيد بأن يسوع آتٍ الى أورشيم أخذوا سعف النخل وخرجوا للقائه وهم يصرخون قائلين: هوشعنا، مبـارك الآتـي باسم الـربِّ، ملكُ اسرائيل. وإن يسوع وجد جحشا فركبه كما هو مكتوب: لا تخافي يا ابنـة صهيـون، ها إن مَلِكك يأتيك راكبا على جـحـش ابن أتان. وهذه الأشيـاء لم يــفهـمـهـا تـلامـيـذه اولاً، ولكـن، لمـّا مُـجّد يسـوع، حيـنئــذ تـذكــّروا أن هذه إنما كُتبت عنـه، وأنهم عـمـلـوها لـه. وكان الجـمـع الذين كانـوا معـه حين نادى لعـازر من القـبـر وأقـامه من بين الأموات يشهـدون لـه. ومن اجل هذا استقبله الجـمع لأنهم سمعـوا بأنه قـد صنع هذه الآية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمة الراعي

دخول الرب الى اورشليم