...

كلمة الراعي توبوا

توبوا فقد آمنتم وأرسلتم النفس لله. توبوا أي عودوا إلى هذا الذي تركتموه أي الله، التوبة وحدة مع الله، وجود فيه، كيان فيه. الخطيئة لصوق بما ليس الله، باللاشيء، أن تُسمّي شيئًا ما ليس بشيء. أي أنّها عودة إلى العدم، إلى اللا إله، إلى العتم، إلى اللارؤية. والرؤية رؤية الله بالطهارة: «طوبى لمن غُفِرت ذنوبهم وسُتِرت خطاياهم. طوبى لمن لم يحسب الله لهم خطيئة».

ما أنا بشيء يا ربّ. ما أنا بشيء، وأنت تعرف. اتركني في عينيك لعلّي أوجد وارحمني لأنّ رحمتك كلّ شيء، هي الركن والعزاء. ومن بعد السقوط هي التكوين. اللّهمّ لا تنس جبلتك فإنّي ضعيف، وربّني على رأفتك.

أشرب من الماء الحيّ؟ متى آكل خبز السماء؟ هل تعود السماء إلى هنا؟ أم أنا في ميتات لا تنتهي؟ قبل أن تتكلّم لست أعلم شيئًا. ارحمني يا ربّ فأذوقك.

هاتِ يدك فاعتصم وقل لي ليس لك يدٌ أخرى تعضدك. علّمني أن أعمل رضاك لأنّك أنت وحدك المولى. ولا تكسر جناحي إليك لكي أصل. التوق إليك كلّ شيء، عندي توقٌ لا تردّه حتّى لا أفنى.

هذا الاشتياق عضدي لكي تبقى الطريق. لا ترمني في سَيري إليك ولا تُخفِ عنّي الهدف كيلا أخاف. أضئ الطريق إذًا خطوة خطوة. بعد هذا يزداد إيماني.

سلّم إيماني لأنّه هو الذي علَّمني الحقّ، لا أريد شيئًا غير إيماني إذ أرى أنّه هو الذي يبقى. إيماني هو الحقّ. كانت أمي تقول «اجعلني أموت على الإيمان الحقّ». هذه المرأة البسيطة كانت تعرف أنّ في الدنيا كلمات زائفة، فاسدة، وأنّ استقامة الرؤية هي كلّ شيء!

أعطني الرؤية حتّى لا أموت. بعد هذا كلّ شيء هيّن. تعالَ. كلّ الأشياء الحسنة منك. تعال فنفرح. الإقامة في الله نهاية الفرح. علّمني أن أعمل رضاك لأنّك صاحب الأمر عندي، لأنّ حقيقتي كلّها في انسجامي معك. أنا أكون إذا كنتُ فيك. هكذا أعرف أنّي موجود. غير ذلك زيفان.

الرؤية رؤية الله. قبل ذلك تمتمات. رؤية الله أن ترى كلّ شيء فيه، أن تعود إليه وتستمدّ كلّ شيء منه، أن تُسَخّر له كلّ شيء. الله ممدود في الأشياء بلا انصهار. الله مدى الأشياء وإلّا لما كانت. تتجدّد إذا جدّدها وأحياها.

توبوا أي تحوّلوا الى الله بحيث لا يسكن قلوبكم آخر. الله لا يقبل له شريكًا في القلب. افتحوه له وحده. يمتلئ القلب من كلّ خير وحقّ.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: أفسس ٢: ١٤-٢٢

يا إخوة، إنّ المسيح هو سلامُنا، هو جعل الاثنين واحدًا ونقض في جسده حائط السياج الحاجز أي العداوة، وأبطل ناموس الوصايا في فرائضه ليَخلُقَ الاثنين في نفسه إنسانًا واحدًا جديدًا بإجرائه السلام، ويُصالح كليهما في جسد واحد مع الله في الصليب بقتله العداوة في نفسه، فجاء وبشّركم بالسلام، البعيدِينَ

منكم والقريبين، لأنَّ به لنا كِلينا التوصُّلَ إلى الآب في روح واحد. فلستم غرباءَ بعد ونُزلاءَ بل مواطني القدّيسين وأهل بيت الله، وقد بُنيتم على أساس الرسل والأنبياء، وحجر الزاوية هو يسوع المسيح نفسه، الذي به يُنسّق البنيان كلُّه فينمو هيكلاً مقدّسًا في الربّ، وفيه أنتم أيضًا تُبنَوْن معًا مسكنًا لله في الروح.

 

الإنجيل: لوقا ١٢: ١٦-٢١

قال الربّ هذا المثل: إنسان غنيّ أَخصبت أرضُه ففكّر في نفسه قائلًا: ماذا أصنع فإنّه ليس لي موضع أخزن فيه أثماري. ثمّ قال: أَصنع هذا. أهدم أهرائي وأبني أكبر منها وأجمع هناك كلّ غلّاتي وخيراتي. وأقول لنفسي: يا نفس إنّ لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة، فاستريحي وكُلي واشربي وافرحي. فقال له الله: يا جاهل، فـي هذه الليلة تُطلب نفسك منك. فهذه التي أَعـددتها لمن تكون؟ فهكذا من يدّخر لنفسه ولا يستغني بالله. ولمّا قال هذا نادى: من له أُذنان للسمع فليسمع.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمة الراعي

توبوا