...

كلمة الراعي انسكاب النور

الله الذي خلق النور هو الذي خلّصَنا بنور المسيح. الرسول رأى هذا النور على وجه المسيح القائم وانسكب في القلوب أي لم يبق نورًا محسوسًا. نور القيامة صار نورًا في القلوب. بعد ان رآه الرسول على وجه المسيح الذي ظهر له، انكشف على وجوهنا وتسلل إلى كل حياتنا. هذا انسكب في القلوب ليعطيها “مجد الله في وجه يسوع المسيح”.

هذا العطاء الإلهي يسمّيه بولس كنزًا ولكنه في آنية خزفيّة وهي بشريّتنا ليبقى فضلُ القوة لله. هذا تعليم بولس الدائم. النعمة هي التي تُبادر إلى الخلاص، ونحن نتقبّلها. الآنية الخزفيّة أي كيان اللحم والدم فينا وضيع ومعطوب. العمل اذًا هو من الله. كان بولس يلمس افتقادًا إلهيًا في عمل ظاهره يقوم به بشر ولكن هناك قوة متعالية تقوم بكل البشارة التي نقدّمها.

انها قوّة الله التي نزلت علينا بحياة المسيح الأرضية وبموته الذي اعتبره اليهود عيبًا وشؤمًا. إن كل الأزمات التي واجهها لم تقُده إلى صدمات ولم تُخزه، ومع أنــه تــضـايـق الا أن هـذا الضيـق لم يــحـصره، ومع انـه كان متحيـرًا أمـام المصائـب الا انـه لم ييـأس. بـولس كان كـكـل الناس في الضيـقات، تـحـت التجارب، وتــزعجـه الشـدة والاضطـهـاد، إلا أن انـزعاجـًا لم يخذله.

لا ينبغي ان نتصوّر بولس فوق التجارب، بطلاً صنديدًا، فولاذيًا. إنسان كهذا غير موجود. كان طريح الأوجاع الجسدية والمعنوية، ومع ذلك رسولاً متابعًا مهمته، مُخلصًا لها، لا تعزية له الا النعمة، هزيل الجسد، فقيرًا، شبه جائع في حالات كثيرة، “حاملاً في الجسد كل حينٍ إماتةَ الرب يسوع” لتظهر حياة يسوع فيه. لم ينسَ مرة أن شدائد جسده ونفسه كانت وعدًا بانتعاشه وفرحه ووعدًا بقيامته.

كان فـاهمًا أنـه يُـسلَم دائـمًا إلى الموت من أجـل يـسوع “لتـظهر حيــاة يـسوع دائـمًا في أجسادنا المائـتـة”.

فإذا ذاق هو الموت، فالحياة ثمرته في المسيحيين. معنى هذا أنه يأتي دائمًا من الإيمان فيتحقّق فيه ما كُتب في الكتاب القديم: “إني آمنتُ ولذلك تكلّمتُ”. الإيمان هو يدفعنا إلى البشارة. ما ثمرة هذا الكلام؟ نحن نتكلم لكوننا نعلم أن الذي أقام الرب يسوع سيُقيمنا نحن أيضًا معه.

البشارة تُوصل صاحبها ومَن سمعه إلى القيامة من بين الأموات. ونحن فيها معا. وفي القيامة تتكون الكنيسة المجيدة الحق التي يكتمل فيها جسد المسيح.

هذا كله كان لأجلكم. ولكوننا معا منتصبين بالنعمة والحق، تتكاثر النعمةُ فينا ما يؤهلنا للمجد. والنعمة لا تنقطع، تؤهّلنا للشكر دائما. وإذا نزل علينا الشكر، نزداد نعمةً ونشاهد مجد الله هنا وعند نصر القيامة.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: 2كورنثوس 4: 6-15

يا إخوة، ان الله الذي أمر ان يُشرق من ظلمةٍ نـورٌ هو الذي أشـرق فـي قلـوبنا لإنارة معرفـة مـجـد اللـه في وجه يسوع الـمسيح، ولنا هذا الكنز في آنية خزفية ليـكـون فـضل القوة لله لا منّـا، متضايـقين فـي كل شيء ولـكـن غير منحصريـن، ومـتحـيرين ولـكـن غير يائسـين، ومـضـطهَديـن ولكن غير مخذولـين، ومطـروحـين ولـكن غير هالكـين، حاملين فـي الـجسـد كـل حـين إماتـة الرب يسوع لـتـظـهـر حيـاة يســوع ايـضا فـي اجسادنـا، لأنّا نـحـن الأحـيـاء نسـلـَّم دائما الى المـوت مـن اجـل يسوع لتـظهر حياة يسوع ايضا فـي أجسادنا الـمائـتـة. فالـموت اذن يُـجرى فـيـنـا والـحـياة فيكم. فإذ فـيـنـا روح الايـمان بعـيـنـه على حسـب ما كُتـب اني آمنـت ولـذلـك تكـلّمـت، فـنحـن ايـضا نؤمن ولذلـك نتكلّم عالِمين ان الذي أقام الرب يسـوع سيقيمنـا نحـن ايضا بيسـوع فننتصب معكم، لأن كـل شـيء هـو مـن اجلكم لكـي تتكاثر النعمـة بشكـر الأكثـرين فتـزداد لـمجد الله.

الإنجيل: لوقا 17: 12-19

في ذلك الزمان فيما يسوع داخلٌ الى قريةٍ استقبله عشرة رجال برص ووقفوا من بعيد ورفعوا اصواتهم قائلين: يا يسوع الـمعـلّم ارحمنا. فلما رآهم قال لهم: امضوا وأروا الكهنةَ أنفسكم. وفيما هم منطـلقون طَهـُروا. وإنَّ واحدًا منهـم لما رأى انـه قد برئ، رجع يمجد الله بصوت عظيـم، وخرّ على وجهه عند قدميه شاكرًا له، وكان سامريًا. فأجاب يسوع وقال:

أليـس العشـرة قد طهُروا فأيـن التسعة؟ ألـم يـوجد مَن يرجع ليُمجِّد الله إلاّ هذا الأجنبي؟ وقال له: قُم وامضِ، إيمانـك قد خلّصك.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمة الراعي

انسكاب النور