التلميذ: تشدّد دائمًا على الرجوع في أعياد القدّيسين إلى الخدمة المخصّصة لهم في الكنيسة، كيف نقوم بذلك في عيد القدّيسة بربارة الواقع فيه الرابع من كانون الأوّل؟
المرشد: نحن في الكنيسة نأتي من الإنجيل المقدّس وكتب الآباء القدّيسين، وفي عيد القدّيسة بربارة نعود إلى الكتب الطقسيّة، فنجد في صلاة السحر من أجمل القطع التي تعبّر عن الشهيدة بالقول «يا بربارة الكلّيّة الوقار، لمّا جزت سبيل الجهاد، فررت من رأي أجدادك، وكبتول حكيمة دخلت إلى ديار ربّك حاملة مصباحك. وبما أنّك شهيدة شجاعة، نلت نعمة لتشفي الأمراض الجسديّة. فأنقذينا، نحن مادحيك، من أسواء النفس بصلواتك إلى الربّ إلهنا».
من هنا يمكننا أن نفهم ما هو أساس في حياة كلّ القدّيسين، أنّهم تقدّسوا بالمسيح وله، وأنّهم جاهدوا لينالوا ما هم عليه، وأنّهم شفعاء لنا عند المخلّص أبي ربّنا يسوع المسيح. الأهّم في أعياد القدّيسين اشتراكنا في الذبيحة الإلهيّة التي تقام في الرعايا. من المفيد الذكر أنّنا في هذه الأبرشيّة لدينا كنيسة تحمل اسم القدّيسة في بلدة البربارة.
التلميذ: تقول هذه القطعة إنّ القدّيسة بربارة كانت شجاعة. كيف برزت شجاعتُها؟
برزتْ شجاعةُ قدّيستِنا عبر تمسّكها بالمسيحيّة رغم كلّ العذابات الشديدة التي ذاقتْها على يد الحاكم مرقيانوس، الذي أسلمها إليه والدِها. هذا الأخير بعدما عرف أنّ ابنته صارت مسيحيّةً، لم يسلّمْها إلى الحاكم وحسب، بل أبى إلّا أن يقتلَها في نهاية المطاف بيدِه.
التلميذ: ماذا نتعلّم اليوم من القدّيسة بربارة؟
المرشد: أحبّت القدّيسة الربّ يسوع حبًّا أقوى من كلّ شيء في حياتها، لدرجة أنّها فضّلت أن تخسر هذه الأخيرة لتحافظ على هذا الحبّ. دعوة واضحة لنا إلى أن نموت عن خطايانا ونعيش بالمحافظة على محبّة الله اللامتناهية لنا بتوبتنا إليه.
فلْنسأل أنفسنا: أين نحن اليوم من حبِّنا ليسوع؟ وهل نحن مستعدّون للمحافظة على هذا الحبّ؟