التلميذ: «ودعوت الخطأة إلى التوبة»، شدّتني هذه العبارة الواردة في طروباريّة صلاة الساعة التاسعة عندما صلّيتها، لأتعلّم أكثر عن ترتيبها، هل يمكنك أن تشرح لنا أكثر عنها؟
المرشد: ترتيب هذه الصلاة كان يكمل في أيّام الرسل القدّيسين ويتّضح ذلك من كتاب أعمال الرسل ذاته إذ يقول: «وصعد بطرس ويوحنّا إلى الهيكل ليصلّيا في الساعة التاسعة» (٣:١). وهي واردة في كتاب القوانين للقدّيس باسيليوس الكبير-القانون ٣٧ «أمّا صلاة الساعة التاسعة في وقتها فأوضح لنا الرسل القدّيسون بقولهم: «إنّ بطرس ويوحنّا صعدا إلى الهيكل في الساعة التاسعة ليصلّيا».
التلميذ: علام تدلّ في العمق هذه الصلاة؟ لأنّي قرأت مرارًا فيها عبارة «أذكرني يا ربّ في ملكوتك».
المرشد: هي ساعة موت الربّ على الصليب حيث صرخ الربّ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح (مرقس ١٥: ٣٤-٣٧) «وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلًا: «إِلُوِي، إِلُوِي، لِما شبقْتني؟» الذي تفسيره: إِلهِي، إِلهِي، لماذا تركتني؟» فنمجّده فيها لإعادة خلقه العالم وإعادة إبداعنا، لأنّ هذه هي الثمرة الكبرى لذبيحته على الصليب. في الساعة التاسعة طُرد آدم من الفردوس وفي الساعة التاسعة دَخل اللص الفردوس، نقرأ في ابتهال القدّيس باسيليوس الكبير (يا من أتيت بنا إلى هذه الساعة الحاضرة التي لمّا كنت فيها معلّقًا على الخشبة المحيية مهّدت للّص الشكور مدخلًا إلى الفردوس وأبدْت الموت بالموت)، وفي المزاميز المختارة لهذه الساعة، على سبيل الدلالة في المزمور الرابع والثمانين (الرحمة والحقّ تلاقيا، العدل والسلام تلاثما) والمزمور الخامس والثمانين (إصنع معي آية صالحة، ليرى ذلك مبغضيّ فيخزوا، لأنّك أنت يا ربّ أعنتني وعزّيتني).
التلميذ: لاحظت تشديدًا على التوبة، أهو موجود في كلّ الصلوات؟
المرشد: تظهر الدعوة إلى التوبة في كلّ صلواتنا، لأنّنا كما يقول القدّيس باسيليوس الكبير «جيّد ألّا نخطئ وإن أخطأنا فجيّد ألّا نؤخّر التوبة وأن تُبنا فجيّد ألّا نعاود الخطيئة». فالتوبة قرار لا يحتمل المماطلة كما يقول القدّيس ثيوفان الناسك. هي دعوة الكتاب المقدّس لنا جميعًا، وفي صلاة الساعة التاسعة نلتمس هذه الدعوة عبر العبارات التالية «دعوت الخطأة إلى التوبة، لا تفصلني عن رعيّتك. إنّ يومًا واحدًا في ديارك أفضل من آلاف. أرِنا يا ربّ رحمتك، وخلاصك أعطنا».
صلاتنا والرجاء أن نتوب دائمًا إلى وجه السيّد، بذلك نمجّد المصلوب عنّا ذاكرًا إيّانا في ملكوته.
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: صلاة الساعة التاسعة