...

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الصبر في الشدائد

 

 

 

التلميذ: عندما نتأفّف أنا ورفاقي أمام الأزمات التي نعيشها الآن تقولون لنا اصبروا، لا بدّ من أن تنفرج. ونحن لا نستطيع الصبر من دون أن نفعل شيئًا.

المرشد: الصبر ليس الانهزام أمام المصاعب. لا تقل: أنا لا استطيع أن أفعل شيئًا. الأمور هكذا وستبقى كما هي. لا يمكن أن يبقى الصابر في وضعه إلى الأبد لأنّه مع الله والله معه. الصابر المؤمن لا ينتظر التغيير من مرور الزمن فالزمان لا يشفي كلّ شيء. المؤمن يعرف أهمّيّة النعمة وأنّ خلاصنا يأتي من النعمة.

التلميذ: لكن علينا أن نواجه صعوبات كثيرة في الحياة اليوميّة.

المرشد: قد نجد في الحياة اليوميّة أنّنا أمام جدران عالية لا يمكننا أن نتجاوزها لكنّنا نصمد أمامها لأنّ الإيمان ينقل الجبال والجدران. إذا تمسكت بالله تعلُ فوق الجدران وحتّى الجبال، ألم يقل لنا يسوع: «مَن يصبر إلى المنتهى يخلص؟» (متّى ٢٤: ١٣). لماذا قال إلى المنتهى؟ لأنّ الإيمان الحقيقيّ يحفظنا إلى المنتهى.

التلميذ: هذا صحيح ولكنّه صعب. هل تساعدني وأنا أخبر رفاقي كيف نواجه الصعوبات…

المرشد: ابقَ في الإيمان، ابتعد عن الخطايا، ابقَ في اليقظة الروحيّة. حافظ على مطالعة الإنجيل والصلاة كلّ يوم. لا تتأفّف ولا تتذمّر ولا تشتم حتّى يظلّ الله معك، مقيمًا فيك. كي تبقى العلاقة بينك وبين الله قائمة ينبغي لك أن تبقى ساهرًا على نفسك بقوّة الكلمة الإلهيّة والصلاة فهي التي تجعلك تجابه كلّ محنة. أعتقد أنّك ستفهم أنّ الصبر يأتي من الداخل بعد أن يكون المسيح حلّ في داخلك.

التلميذ: شكرًا لك. لكنّ الكثير ممّا حولنا مليء بالشرور. ماذا نعمل؟

المرشد: قد لا تغيّر أنت كلّ ما حولك ولكنّك تغيّر نفسك وبعض الذين هم حولك. قد تأتي بناس كثيرين إلى الصبر فلا تخف من أنّ أشياء كثيرة لا تتغيّر في عائلتك وبيئتك وبلدك. جهادك وجهاد الذين معك هما الضمان الوحيد للتغيير. المتأفّفون والمتذمّرون لا يغيّرون شيئًا. الذين يشتمونك يسيئون إلى أنفسهم فقط. أنتَ ابقَ على أخلاقك وفي الخدمة المتواضعة لأنّك قائم على الصخرة التي هي المسيح.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الصبر في الشدائد