هو أحد الأنبياء الأربعة الكبار وصاحب النبوءة الثانية. وُلد السنة ٦٥٥ قبل المسيح وكان والده كاهنًا من
سبط لاوي. ابتدأ يكلّم الشعب وهو بعد شابّ صغير. يقول في مطلع السفر إنّ الله دعاه قبل أن يولد،
وصف إرميا كلمة الربّ وعملها وفرحه بها «حين كانت كلمتك تبلغ إليّ كنتُ ألتهمها فكانت لي سرورًا
وفرحًا في قلبي» (١٥: ١٦). تكلّم أيضًا ضدّ ممارسات الشعب الإيمانيّة السطحيّة مثل زيارة الهيكل
وتقديم الذبائح وحفظ السبت وختانة الصبيان فصارت شعائر خارجيّة لا معنى لها.
يقول إرميا إنّ الربّ سيقطع عهدًا جديدًا مع الشعب: «ها أيّام تأتي يقول الربّ وأقطع مع بيت إسرائيل
ومع بيت يهوذا عهدًا جديدًا ليس كالعهد الذي قطعته مع آبائهم … أجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على
قلوبهم وأكون لهم إلهًا ويكونون لي شعبًا» (٣١: ٣١-٣٣). وستصبح عبادة الربّ عبادة روحيّة نابعة
من القلب ولن تبقى الشريعة مجموعة ممارسات خارجيّة، لكنّ الشعب لم يستمع إليه وحاربه كثيرون
أوّلهم أبناء موطنه عناتوت التي تقع شمال أورشليم. تنبّأ بوصول الكلدانيّين وخراب أورشليم والسبي إلى
بابل، تكلّم أيضًا ضدّ الوثنيّة. عاش اضطهادات وعذابات كثيرة أنزلها به الملك صدقيا ابن يوشيا
والشعب. ثمّ جاءت كلمة الله إلى إرميا كي يُملي نبوءته التي كان قد نطق بها. بعد السبي انتقل مع
مجموعة إلى مصر ورقد هناك.
تعيّد له الكنيسة في اليوم الأوّل من شهر أيّار.
إرميا النبيّ