...

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: صلاة نصف الليل

 

 

التلميذ: من أجمل ما قرأت، المزمور المئة والثامن عشر، في صلاة نصف الليل التي طلبت منّا ان نصلّيها، لنشرحها اليوم في اجتماعنا.

المرشد: في كتاب السواعي الكبير نجد ثلاث خِدم لصلاة نصف الليل: الأولى منّها لأيّام الأسبوع والثانية لأيّام السبوت والثالثة لأيّام الآحاد. تشير الصلاة إلى مجيء المسيح الثاني الذي يكون في نصف الليل على غفلة. فنتحضّر بالتوبة كما يظهر في المزمور الخمسين، وبالحفاظ على النقاوة القلبيّة والسلوك باستقامة وطهارة، وأمانة لتعاليم السيّد فنقرأ المزمور المائة والثامن عشر «طوباهم» الذي ينقسم إلى ثلاثة أقسام، وهو يعدّ الأطول بين المزامير المائة والخمسين. تتلازم هذه الصلاة والعمل بوصايا الربّ «وأنت أوصيت أن تُحفظ وصاياك جدًّا، صُنت أقوالك في قلبي كيلا أخطأ إليك».

التلميذ: هل يتطلّب حفظ الوصيّة والعمل بها سهرًا وتسبيحًا بغير فتور؟

المرشد: «كيلا نوجد ساقطين وغافلين بل ساهرين وقائمين في العمل بوصاياه ومستعدّين للفرح، لندخل معه إلى خدر مجده الإلهيّ حيث لحن المعيّدين الذي لا يفتر» من إفشين القدّيس باسيليوس. يتقابل هذا الابتهال مع الطروباريّة المختارة لهذه الصلاة «تفطّني يا نفسي بذلك اليوم الرهيب واسهري. وأضيئي مصباحك بزيت البهجة، لأنّك لا تعلمين متى يأتي نحوك الصوت القائل: هالختن». من هنا هذا الشوق إلى التسبيح في نصف الليل للاستعداد والتمثّل بالسيّد، فنعود إلى الكتاب المقدّس في مَثَل العذارى العشر «فَاسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَان» (متّى ٢٥: ١-١٣). هدف هذا الترابط في هذه الصلاة بين الكتاب المقدّس والمزامير والابتهالات هو لنتقوّى بالربّ وحده، ولِنعلَم أنّ حلاوة المسيح تأتي باليقظة والممارسة، لأنّ وصيّة الربّ نراها في البدء مستحيلة لكن مع الممارسة نلتزم بها ونصيرها (تحيا نفسي وتسبّحك وأحكامك تعينني، لكلّ كمال رأيت منتهى أمّا وصيّتك فواسعة جدًّا).

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: صلاة نصف الليل