...

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: صلاة الساعة السادسة

 

 

التلميذ: موضوعنا اليوم حسب الترتيب، هو صلاة الساعة السادسة، صلّيتها طيلة الأسبوع عند الثانية
عشر ظهرًا، أطلب إليك أن تسلّط لنا الضوء على معانيها.
المرشد: إنّها ساعة استسلام آدم للتجربة وسقوطه. وذكر للمسيح وهو مسمّر على الصليب يعاني آلامه.
وبالنسبة إلينا نجتمع في هذه الساعة لنطلب الحماية من فخاخ العدوّ ولنجرح نفوسنا بشوق الله ومحبّته
كما هو مذكور في إفشين القدّيس باسيليوس «سمّر خشيتك في أجسادنا ولا تمل قلوبنا إلى أحاديث أو
إلى أفكار شرّيرة، بل بشوقك اجرح نفوسنا».
التلميذ: لاحظت عبر المزامير تشديدًا على الاتّكال على الربّ في المصاعب.
المرشد: الاتّكال على الربّ في الضيقات أساس في فكر كنيستنا ويظهر في أغلب صلواتنا المؤلّفة من
ابتهالات ومزامير، وفي الساعة السادسة مثلًا نجد أنّ الفرح يأتي من أعماق الحزن كما هو وارد في
المزمور الرابع والخمسين «ألق على الربّ همّك وهو يعولك، ولا يمنح الصدّيق إلى الأبد اضطرابًا»،
«يصرخ إليّ فأستجيب له، معه أنا في الحزن، فأنقذه وأمجّده». تأتينا هذه التعزية إذا كان كلّ تركيزنا
على الربّ، كما يظهر في الابتهال الثاني للقدّيس باسيليوس الكبير «حتّى إذا كنّا ناظرين إليك في كلّ
حين ومهتدين بالنور الذي ينبعث منك ومحدّقين فيك أيّها النور الأزليّ الذي لا يدنى منه نرفع إليك بغير
فتور الشكر والحمد».
التلميذ: «لأنّ بمشيئتك سررت أن تصعد بالجسد على الصليب، لتنجّي الذين خلقت من عبوديّة العدوّ»،
ترد الجملة في طروباريّات هذه الساعة، أهذا تذكير بالحياة الجديدة؟
المرشد: الحياة الجديدة أساسها التوبة، ومن المهمّ ذكره أنّ في هذه الساعة قاد الربّ يسوع المرأة
السامريّة إلى التجدّد بعد أن كانت حياتها مليئة بالخطيئة، كما يروي لنا الإنجيليّ يوحنّا الحبيب. الفرح
الحقيقيّ نستمدّه من المصلوب، السامريّة اكتشفت نفسها عندما حاورها السيّد، هكذا نحن مدعوّون إلى أن
نهدم الحواجز مع الخطيئة، وبتوبتنا نحن يقترب الله نحونا، لأنّ الله محبّة والايمان به تجدّد دائم. صلاتنا
والرجاء أن نلتزم قلبيًّا هذه الصلوات لكي نصير بدورنا قنوات بشارة للكلمة في العالم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: صلاة الساعة السادسة