...

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: صلاة الساعة الثالثة

 

 

التلميذ: صلاة الساعة الثالثة تختلف في معناها عن صلوات الساعات الأخرى؟
المرشد: الساعة الثالثة تذكّرنا بالحكم على ربّنا وإلهنا يسوع المسيح بالموت، الذي أصدره بيلاطس في
هذه الساعة من النهار. الذي يتّضح فحواه من المزمور (١٦) «استمع يا رب عدلي، أصغِ إلى
طلبتي…» والمزمور (٢٤) «اليك يا رب رفعتُ نفسي، إلهي عليك توكلتُ فلا أخزَ إلى الأبد…».
والأهمّ بينها هو أنّ هذه الساعة هي ساعة حلول الروح القدس المعزّي وانسكابه على التلاميذ يوم
الخمسين، الذي نسمّيه يوم العنصرة. والذي يتّضح بالطروباريّة التي تتلى والإفشين وفي المزمور (٥٠)
«ارحمني يا الله كعظيم رحمتك…». وهي أيضًا صلاة توبة وطلب لتجديد الروح القدس فينا.
التلميذ: هل يمكن أن تشرح لنا عن الإفشين الوارد في هذه الصلاة؟
المرشد: الابتهال في هذه الساعة، كما هو وارد في كتاب السواعي الكبير، يعود في أيّام الصوم إلى
القدّيس مرداريوس «أيها الرب الضابط الكل، إله القوات وكل ذي جسد، الساكن في العلاء والمطلّع
على السفليات…»، وفي الأيّام الأخرى إلى القدّيس باسيليوس الكبير حيث تظهر جليًّة معاني هذه الساعة
المباركة، على سبيل الدلالة لا الحصر «يا مَن منحتَ سلامتك للناس وأرسلتَ موهبة الروح الكلّيّ قدسه
لرسلك وتلاميذك»، «جدّد في أحشائنا روحًا مستقيمًا، وبروح رئاسيّ قوّم انحراف أذهاننا؛ لا ننخدع
بمطربات هذا العالم الفاسدة، بل قوّنا لأن نرتاح إلى التمتّع بالكنوز المعدّة».
التلميذ: نذكر أيضًا في الساعة الثالثة القدّيسين؟
المرشد: في كلّ من الساعات نذكر القدّيس الذي تعيّد له الكنيسة، ويتغيّر من يوم إلى يوم. وفي كلّ ساعة
نقول أربعين مرّة (يا ربّ ارحم) لغفران الخطايا والأفكار السيّئة التي حصلت معنا بين الساعة
والأخرى. وكذلك نطلب تقديس أفكارنا وتنقية نيّاتنا (صلاة يا من في كلّ وقت وفي كلّ ساعة)، ونسجد
للربّ ونمجّده (قدّوس الله… هلمّوا نسجد ونركع للمسيح).

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: صلاة الساعة الثالثة