...

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الاعتراف

 

 

التلميذ: هناك أقوال ومقالات عدّة عن الاعتراف وسرّ التوبة، هل بإمكانك أن تعطينا توجيهًا عامًّا عن هذا الموضوع في اجتماعنا اليوم؟

المرشد: ليس الاعتراف تعريف الله بخطايانا. الله يعرفها مسبقًا. الاعتراف هو أن نقرّ بذنبنا وبأنّنا قد أسأنا إلى الله وإلى الناس بالقول أو بالفعل أو بالفكر. والغرض من الاعتراف هو أن نتصالح مع الله ومع الكنيسة التي ننتمي إليها: نندم فنعترف بخطايانا ونطلب إلى  الله أن يسامحنا وأن يمنحنا نعمة كيلا نعود إلى الخطيئة. إذ ذاك تُمسح خطايانا كما لو أنّها لم تكن وتتمّ المصالحة.

 

التلميذ: هل من الضروريّ وجود الكاهن، لكي يعترف الإنسان بخطاياه؟

المرشد: إنّ وجود الكاهن في الاعتراف يخدم غرضين، فهو من جهة، علامة لحضور الله في لحظة الاعتراف بالذات، أي أنّ الله يسمعنا ويقبلنا كالكاهن تمامًا. وهو، من جهة ثانية، صورة للكنيسة، الضارعة إلى ربّها المستغفرة إيّاه. وهو من هذه الزاوية يحتضن المعترف كالأمّ الحنون ويقوده في اعترافه إلى الله ويطلب من أجله. فوجود الكاهن ضرورة إلّا إذا لم يكن هناك كاهن على الإطلاق. حينئذ، وبصورة استثنائيّة، يُستحسن أن يفضي المعترف باعترافه لأحد المؤمنين الأتقياء، وبالصلاة وطلب الرحمة يكون الحلّ من الخطايا.

 

التلميذ: أتردّد دائمًا في الاعتراف لأنّي لا أعرف بماذا أعترف، بإمكانك مساعدتي؟

المرشد: قلنا إنّ الاعتراف يتناول الإساءة أو الإساءات إلى الله والناس. لذلك نحن نعترف بالإساءات التي ارتكبناها:

– بالقول كالكذب والنميمة والكلام البطّال وإدانة الآخرين والتشهير بهم.

– بالفعل كالعداوة والسرقة والاستغلال والظلم والفسق.

– بالفكر كالكبرياء والأنانيّة وحبّ الظهور والمجد الباطل والحسد واليأس. لا يُخفى أنّ الإساءة إلى الناس هي إساءة إلى الله، ولا يُخفى كذلك أنّ إحساسنا بالإساءة يقوى أو يضعف باعتبار حفظنا للوصايا وأمانتنا لله.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الاعتراف