يُحكى أنّ الأب مكاريوس (راهب من القرن الرابع في مصر) كان سائرًا مع تلميذه فقال له: تقدّمني
قليلًا. تقدّم التلميذ فرأى كاهنًا وثنيًّا يحمل الحطب فصرخ به: يا خادم الشيطان إلى أين تذهب؟ فاستدار
الكاهن وضرب التلميذ حتّى أفقده الوعي وتابع طريقه فالتقى الأب مكاريوس الذي قال له: يعطيك
العافية أيّها النشيط. فاندهش الوثنيّ وسأله لماذا حيّيتني هكذا؟ فقال الأب: لأنّك تكدّ وتتعب ولا تدري
لماذا. فأجاب الكاهن الوثنيّ: تأثّرت بتحيّتك وعرفت أنّك تنتمي إلى الإله الحقيقيّ. صادفني قبلك راهب
شرّير فضربته. وأضاف: لن أتركك قبل أن تصيّرني مسيحيًّا مثلك. لمّا وصلا عمّده الأب مكاريوس
وقال لتلميذه: الكلام الشرّير مع التكبّر يحوّل الصالحين إلى أشرار، ولكنّ الكلام الطيّب مع التواضع
يحوّل الأشرار إلى صالحين.