كلّ إنسان يحتاج إلى المحبّة ويرغب في أن يحبّه الآخرون، يرغب في أن يضحّي الآخرون من أجله. يوّد ويفرح بأن يلتفت الآخر إليه بلحظة الحاجة. وتاليًا عليه أن يبادر هو بذلك. هناك خروج نحو الآخر.
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم يذهب إلى أبعد من ذلك ويرى أنّ القانون المسيحيّ الفريد الأسمى من السابق هو «أحبّوا أعداءكم»، إنّها المحبّة القصوى ومنتهاها. يقول إنّه لا أحد يخطر بباله أو يطلب أو يفكّر أن يحبّه عدوّه، ومع ذلك عليه أن يعمل أكثر ممّا يشتهي أن يعمله الناس معه، حتّى إنّه يحبّ أعداءه. محبّة حتّى الأعداء هي تشبُّه كامل بالله الذي أحبّ صالبيه ومات من أجلهم. محبّة الله تمّر عبر محبّة الآخرين، هذا هو جوهر النسك الأرثوذكسيّ. إنّ محبّة الآخرين هي الحلّ الأسلم والأضمن في مجتمعنا الحالي.