التلميذ: قال الكاهن إنّ اليوم هو عيد القدّيس يوحنّا كرونشتادت. لم أسمع به من قبل. هل يمكنك إخباري عنه؟
المرشد: وُلد القدّيس في قريةٍ روسيّةٍ فقيرةٍ. حاز إجازة في اللاهوت من أكاديميّة بطرسبرج وعندما بلغ السنّ السادسة والعشرين، شُرطن شمّاسًا وفي اليوم التالي سيم كاهنًا ليخدم في كاتدرائيّة كرونشتادت. صار يقيم القدّاس الإلهيّ كلّ يوم. اهتمّ كثيرًا بالفقراء في كرونشتادت فأسّس «بيتًا للعمّال» لتوفير فرص عمل لهم تساعدهم على تأمين سبل المعيشة ولتعليم أولادهم مجّانًا.
التلميذ: ألم يكن يملّ من إقامة القدّاس الإلهيّ يوميًّا؟
المرشد: على العكس، كانت رغبته في الصلاة وطريقة إقامته القدّاس الإلهيّ تجذبان الناس كالمغناطيس، فكان المؤمنون يؤمّون الكنيسة منذ الفجر الباكر. كان يدرك جيّدًا أنّ قوّة الكاهن كلّها تنبع من حضوره الصلاتيّ أمام مذبح الله وبشكلٍ أساس إتمام سرّ الشكر. كان معروفًا بروحه الفرِحة المشرقة أثناء إقامته الخدم لذلك قيل عنه «الأب الفصحيّ».
التلميذ: بماذا اشتهر هذا القدّيس!
المرشد: بمحبّته للفقراء وسعيه إلى مساعدتهم بشتّى الوسائل العمليّة، ليس فقط عبر الزيارات الرعويّة، بل أيضًا بتوفير فرص إيواء وعمل لهم؛ بصلاته الحارّة، والتي ترك لنا منها باقات كثيرة في كتابه المشهور «حياتي في المسيح»؛ بدعوته المؤمنين إلى التوبة في وقت كانت روسيا تشهد غليانًا عارمًا قبل الثورة البولشيفيّة، فكثر الذين كانوا يعترفون بخطاياهم في الكنيسة. إليك أحد أقواله: «ما هي خطاياك بالمقارنة مع رحمة الله غير المتناهية؟ الله يغفر لك حين تتوب بصدق… اعترفْتُ للربّ بخطاياي وهي ما عادت موجودة. تبْتُ بقلبٍ منسحقٍ فتلاشَتْ. كما أتَتْ كذلك ذهبَتْ. هي حلم، حلم. عبثٌ هي، جنون، وإذا وعيْتُها كذلك، قرّرْتُ أن أكون صالحًا والله طهّرَني بالاعتراف والمناولة المقدّسة».