...

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الأبواب الأبواب

التلميذ: لماذا نسمع في القدّاس: الأبواب الأبواب بحكمة لنصغِ؟ بعد أن يقول الكاهن: لنحبّ بعضنا بعضًا… ونرتّل أنّنا نؤمن «بآب وابن وروح قدس ثالوث متساو في الجوهر»، يأتي ذكر الأبواب لماذا؟

المرشد: بعد أن انتشرت المسيحيّة في القرون الأولى، ما كان يُسمَح لغير المؤمنين المعمّدين بالاشتراك في القسم الثاني من القدّاس الإلهيّ، الذي نسمّيه «قدّاس المؤمنين». كان على الموعوظين الذين يستعدّون للمعموديّة وعلى الخطأة التائبين أن يخرجوا من الكنيسة في ذلك الوقت. وتُقفل الأبواب ويبقى المؤمنون المعمّدون فقط الذين يحقّ لهم الاشتراك في المناولة.

 

التلميذ: فهمت. عندما يصرخ الكاهن «الأبواب الأبواب» كان ينبّه إلى إقفالها. لكنّنا الآن لا نقفل الأبواب، ويبقى الكلّ في الكنيسة حتّى غير المؤمنين. أظنّ أنّ لا معنى اليوم من إقفال الأبواب.

المرشد: لا نقفل الأبواب الخشبيّة الخارجيّة لكن أودّ أن ألفتك إلى معنى روحيّ لأبواب علينا إقفالها قبل الدخول في الكلام الجوهريّ وبعده المناولة.

 

التلميذ: ما هي هذه الأبواب؟

المرشد: هناك في قلوبنا أبواب غير منظورة علينا أن نقفلها، لا مادّيًّا، بل روحيًّا قبل الاحتفال بالذبيحة الإلهيّة: علينا أن نطرد من نفوسنا كلّ ما يلهينا، كلّ الاهتمامات التي تشغل بالنا، كلّ الأفكار التي تأتينا البعيدة عن الله، حتّى إن كانت جيّدة وصالحة. علينا أن نركّز فقط على القدّاس الإلهيّ. لا تنسَ أنّ الكاهن يقول بعد «الأبواب الأبواب» جملة لا تتعلّق بالأبواب، بل ببقيّة القداس الإلهيّ، فيقول: «بحكمة لنصغِ» أي لننتبه، لنفتح أبواب قلوبنا لكلّ كلمة تأتي من الله.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الأبواب الأبواب