...

كلمة الراعي ما بعد الفصح

ليس شيء ما بعد الفصح لأن القيامة حيّة فينا. انها قائمة في عذاب الصليب اذ به “أتى الفرح في كل العالم”. نحن لا نلد الفرح. إننا نتقبّله من انتصار المسيح على الموت، كل موت في حياتنا اليومية وذاك الذي ننتظره في آخر عمرنا. اذا كانت كل نفس ذائقة الموت، فهي أيضًا ذائقة الحياة الجديدة التي تفجّرت من قبر الخلاص.

 

نذوق هذه الحياة العظمى لأن المسيح أحيانا بموته. في إنجيل يوحنا الذي هو إنجيل الحياة، قيل عن موت السيد: “أَمال رأسه، وأَسلم الروح”، والحال أنك تُسلم الروح ثم تُميل رأسك. أجل أَسلم روحه البشرية، ولكن يحق لك أن تفهم “أمال رأسه وأَسلم الروح” القدس لتكون لنا بذلك العنصرة الأولى. الروح الإلهي الكامل تؤتاه بموت المخلّص. إطلالة القيامة تمتمتُها كانت على الصليب. لا بد للكاتب الإنجيلي أن يُلازم واقعية المحسوس في ما حصل للسيد، ولكن في رؤية الآب اياه هذه كلها أشياء واحده. المصلوبية بقيت فيه، والقيامة بما فيها قيامتنا تأتينا من موته. لقــد مــات المسيـح مـرة واحـدة، وبعـد هــذا الذكرى. والذكرى تنقلنا إلى قيامته. وعندنا نحن المؤمنين به ليست القيامة حدثًا يمضي بمضيّ الزمان. انها نعمة دائمة نازلة علينا من السماء. فاذا كان موت السيد حدثًا مضى، إلا أن فاعليته أي إحياءه إيانا لا تزول. وحتى يتم هذا، يجب أن ننسلخ عن الزائلات ليحيا الرب وحده فينا. وإيماننا أننا حيينا منذ أن كان على الصليب معلّقًا. هذه جدلية موت المخلّص وقيامته عندنا. إنه كان حيّا منذ أن عُلّق على الخشبة، فيما كان معلّقًا عليها. في موته وبموته حصلنا على الحياة الأبدية. وفي دقة التعبير بدأت هذه الحياة الأبدية تنزل علينا منه بالإيمان. معنى ذلك أنه ولو مات مرة واحدة تبقى حياته فينا مستمرّة يومًا فيومًا حتى اننا لا نبقى مُلكًا لأنفسنا لأننا بتنا ننظر إليه فقط ونستمدّ حياتنا من حياته حتى نصير واحدًا معه.

إن لم تكن كل حياتك فصحًا، أي عبورًا من الأرض إلى السماء، فلا تزال نائمًا في خطيئتك. نحن لسنا مسيحيين بالمولد. نحن مسيحيون إن كنا نُلازم المسيح يومًا فيومًا، من عمق فينا إلى عمقه هو. كل وجودنا يصبح إلهيًا إن كان سيرًا إلى المسيح أو سيرًا في المسيح. ما كان العيد إلا حثًا لك لتقتبل أن يملأك السيد من حضوره الفصحيّ. هذا الحضور يعطيك حركة فصحيّة أي انتقالاً من مجد إلى مجد “كما من الرب الروح”. إن استطعت أن تدرك أنك في الفصح تصير روحًا يصير كل يوم لك عيدًا وتصبح إنسانًا قياميًا لأن القيامة ليست ذكرى وحسب ولكنها واقع يغيّرنا على قدر طاعتنا. أن تتحوّل حقًا إلى إنسان فصحيّ هو أن تقبل صيرورتك جديدًا في المسيح. وتبقى فصحيا إن شئتَ أن تحيا كل يوم في حضرة الرب الغالب لهذا العالم، شاعرًا أنك لست من هذا العالم لكونك تحمل الحياة النازلة عليك من فوق. وهي تُمكّنك من أن تغلب مرارة ما يحلّ فيك أو ما يحلّ عليك ناشرًا فاعلية القيامة التي صارت فيك إلى كل مكان.

هكذا ترى الفصح فيك وفي الإخوة ومن حولكم حتى لا ينغلق العيد على يوم واحد. أنت، بعد أن حلّت فيك بركات العيد، تنقلها إلى من حولك ليصبح كل من نال هذه البركات فصحيّا. وبعد هذا، لك أن تقول كل يوم: “المسيح قام!”.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: أعمال الرسل ٣٢:٩-٤٢

في تلك الأيام فيما كان بطرس يطوف في جميع الأماكن نزل ايضا الى القديسين الساكنين في لدّة، فوجد هناك انسانا اسمه أينياس مضطجعا على سرير منذ ثماني سنين وهو مخلَّع. فقال له بطرس: يا أينياس يشفيك يسـوع المسيح، قم وافترش لنفسك، فقام للوقت. ورآه جميع الساكنين في لدّة وسارون فرجعوا الى الرب. وكانت في يافا تلميذة اسمـها طابيتا الذي تفسيره ظبية، وكانت هذه ممتلئة اعمالا صالحة وصدقات كانت تعملها. فحدث في تلك الأيام انها مرضت وماتت، فغسلوها ووضعوها في العليّة. وإذ كانـت لدّة بقرب يافا، وسمع التلاميذ ان بطرس فيها، أرسلوا اليـه رجلين يسألانه ان لا يبطئ عـن القدوم اليهم. فقام بطـرس وأتى معهـما. فلما وصل صعـدوا به الى العليّة ووقف لديه جميع الأرامل يبكين ويُرينَـه أقمصـة وثيابا كانت تصنعـها ظبيـة معهـنّ. فأخرج بطرس الجميع خارجا وجثا على ركبتيه وصلّـى. ثم التفت الى الجسد وقال: يا طابيتا قومي. ففتحت عينيها، ولما أبصرت بطرس جلست. فناولها يده وأنهضها. ثم دعا القديسين والأرامل وأقامها لديهـم حيّة. فشاع هذا الخبر فـي يافا كـلّها، فآمن كـثيرون بـالرب.

الإنجيل: يوحنا ١:٥-١٥

في ذلك الزمان صعد يسوع الى اورشليم. وان في اورشليم عند باب الغنم بركـة تسمّى بالعبرانية بيت حَسْدا لها خمسة أروقة، كان مضطجعا فيـها جمهـور كثير مـن المرضى مـن عميان وعرج ويابسـي الأعضاء ينتظـرون تحريك الماء، لأن ملاكـا كان ينـزل احيانا في البركة ويحرّك الماء، والذي ينزل اولاً من بعد تحريك الماء كان يُبرأ من اي مرض اعتـراه. وكان هنـاك انسـان به مرض منـذ ثمان وثلاثين سنـة. هذا إذ رآه يسوع ملقى، وعلم أن لـه زمانا كثيرا، قال له: أتريد أن تبـرأ؟ فأجابه المريض: يا سيد ليس لي انسان متى حُرّك الماء يُلقينـي في البركـة، بل بينما أكون آتيـا ينزل قبلي آخر. فقال له يسوع: قم احمـل سريرك وامـش. فللـوقت برئ الرجل وحمل سريره ومشى. وكان فـي ذلك اليوم سبـت. فقال اليهـود للذي شفي: انـه سبت فلا يحـلّ لك ان تحمـل السـريـر. فـأجـابـهم: ان الـذي أبـرأني هـو قال لي: احمل سريرك وامش. فسألـوه: من هو الانسان الذي قال لك احمل سريرك وامش؟ أما الذي شُفي فلـم يكـن يعلـم من هو، لأن يسوع اعتزل إذ كان في الـموضع جمـع. وبعد ذلك وجـده يسـوع في الهيكـل فـقال لـه: هـا قد عـوفِيْتَ فلا تعـدْ تخطئ لئلا يصيبـك أشرّ. فذهب ذلـك الانسان وأخبر اليهـود أن يسوع هـو الذي أبرأه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمة الراعي

ما بعد الفصح