...

دعوة تلاميذ

 

 

 

اختار يسوع تلاميذه وقبلوا الدعوة. سلك يسوع مسلك بعض الربانيين (المفردة العامية هي حاخام) الذين كانوا يجمعون تلاميذ حولهم كانوا يتلقون منهم الكلمة الإلهية. هذه كانت تجمّعات ليس فيها رتب اذ كان هذا غير معروف في العهد القديم. روايةُ جَذْب يسوع التلاميذ اليه يعرضها إنجيل يوحنا بما هو أوضح. “وفي الغد ايضا كان يوحنا (المعمدان) واقفا هو واثنان من تلاميذه. فنظر الى يسوع ماشيا، فقال: هوذا حَمَلُ الله. فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع”. (يوحنا 35:1 و 36).

واقع الدعوة حسب متّى أن الرب كان في الجليل وهو موطنه والميدان الأساسي لتحرّكه. الإنجيل يذكُر من التلاميذ أوّلا سمعان وهو اسم عبريّ (شمعون) سمّاه في ما بعد (متى 16: 18) بطرس Petros الذي نحَتَه يسوع من كلمة Petra وتعني الصخرة. كان هذان الأخَوان (أبوهما يونا) يُلقيان شبكتهما في بحيرة طبرية المسمّاة هنا بحرًا. هذه اسمُها الآخر هو بحر الجليل. هذه يشكّلها نهر الأردن بعد خروجه من لبنان. هذان كانا صيادَين. كذا كان كل التلاميذ ما عدا متّى. قال الرب لسمعان و أندراوس: “هلمّ ورائي فاجعلكما صيادَي الناس”. التلاميذ اصطادوا الناس بالكلمة. ليس من أداة أُخرى لتربح البشر للمسيح. البشارة في العالم كله هي الصيد العجيب. “هلم ورائي”. ليس من مبشّر فعّال، حقيقي الا اذا كان محبا ليسوع حبا يأخذ منه كل جوارح قلبه.

“فللوقت تركا الشباك وتبعاه”. كل انضمام حقيقيّ إلى السيّد يبدأ بتركنا لأشياء كانت تُعيقنا عن الاتحاد به. هذه الأشياء هي شهواتنا المؤذية.

ثم يلتقي المخلّص بآخرَين هما يعقوب بن زبدى وأخوه يوحنا الذي هو صاحب الإنجيل الرابع. كانا مع أبيهما على شاطئ البحيرة يُصلحان شباكهما ما يدلّ على أنهما كانا على شيء من البحبوحة (شباك لا شبكة واحدة). ايضا هما تبعاه وتركا ما كان اهم من الشباك وهو أبوهما. هذا يكلّف عاطفيًا أكثر.

أسماء بقية التلاميذ تأتي بعد هذا في متى وفي بقية الأناجيل. بعد بداءة الدعوة، أخذ السيّد يطوف الجليل في المنطقة في شمالي فلسطين والتي هي على حدودنا اللبنانية. يُعلّم في مجامع اليهود. المجمع هو ما نسمّيه اليوم كنيس، والكنيس قاعة كبيرة يجتمع فيها اليهود في السبوت لقراءة العهد القديم والوعظ به.

في المجامع وخارج المجامع كان السيّد يبشّر بالملكوت على اساس هذه العبارة “توبوا فقد اقترب ملكوت السموات”. الى جانب البشارة، “كان يشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب”. وسيذكر متّى بالتفصيل عجائب كثيرة. يسوع لا يتكلم فقط. كان يحبّ. وسوف يوجّه التلاميذ الى الاهتمام بالمرضى. كان يوليهم أهمية كبرى من حنانه. أخذت الكنيسة من المسيح هاجس المرضى عنده في سرّ مسحة المرضى وفي بناء المستشفيات. الكلمة الإلهية والتعزية للمريض مع تطبيبه بوسائل العلم.

جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

عن “رعيّتي”، العدد 26، الأحد في 26 حزيران 2011

 

 

 

دعوة تلاميذ