...

السلّم إلى الله

السلّم إلى الله

 

السلّم إلى الله

 

 

تمّت هيكليّةُ الصوم الكبير (التريودي) في نهاية القرن الرابع عشر. يبتدئ بفترة عقائديّة مع أحد الأرثوذكسيّة وأحد القدّيس غريغوريوس بالاماس، وينتهي بفترةٍ نسكيّةٍ (روحيّة) مع القدّيس يوحنّا السلّميّ وأحد القدّيسة مريم المصريّة. يتوسّطهما أحد الصليب.

 

إنّ قراءة السلّم إلى الله، أي كتاب سلّم الفضائل للقدّيس يوحنّا السلّميّ، هي أهمّ القراءات الآبائيّة خلال الصوم الكبير. نرتّل في الأحد الرابع من الصوم “يا يوحنّا، سلّمَ الفضائل، لقد تلألأتَ لامعاً بالفضائل، ونصبت سلّماً وارتقيت بها إلى السماوات، وعُدتَ إلى عمق المناظر الإلهيّة الذي لا يُحدّ بحسن عبادة، وفضحتَ مكامن الشياطين بأسرها. فأنتَ تستر البشر مِن مضرّاتِهم، وتتشفع الآن في خلاص نفوسنا”.

 

هو يُمثِّلُ أيقونةَ الإمساك والنُّسك. يُرتَّل له في “الاكسابستلاري”  في الأحد الرابع: “أيّها الأب البارّ، لقد انعطفتَ عن التنعُّمِ الدُّنيويّ بما أنّه ممقوتٌ، وأذْبَلْتَ الجسدَ بالإمساك، فجدّدتَ قوّةَ النفس واستغنيتَ بالمجد السماويّ. لذلك يا يوحنّا الدائم الذكر، لا تَكُفَّ متشفعاً من أجلنا”.

 

*  * *

 

نورد هنا بمناسبة عيد السلّميّ مقاطع مختارة مميّزةً مِن كتابه:

 

*الراهب: “من هو يا ترى الراهب الأمين الحكيم؟ هو من يحفظ غيرته متّقدةً إلى النهاية، ولا يزال حتّى الممات يزيد كلّ يوم على ناره ناراً وعلى اضطرامه اضطراماً وعلى شوقه شوقاً وعلى همّته ونشاطه نشاطاً دون انقطاع” (السلّم 1: 27).

 

* الصلاة: “الصلاة في كُنهِها هي عِشْرة الإنسان مع الله والاتّحاد به تعالى. أمّا في فعلها فهي دعم  الكون، ومصالحة الله، وأمّ الدموع……سورٌ في وجه الأحزان… غذاء النفس واستنارة العقل، علامة الرجاء، ومرآةٌ لتقدُّمِنا..

 

الصلاة هي للمصلّي الحقيقي محكمةُ الرّبِّ ومنبرُه وحُكْمُه قبل الحكم المنتظَر” (السلّم 28: 1).

 

* الأهواء: “لم  يُبدعِ الله الشرّ ولم يُسبِّبْه، وقد ضلّ الذين زعموا أنّ في النفس أهواءَ شرّيرة، وخَفِيَ عليهم أنّنا نحن الذين حوّلْنا خواصَّ طبيعتنا إلى أهواء.

 

فإنّ قدرة إنجاب الأولاد، مثلاً، هي فينا بالطبيعة، ولكنّنا حوّلْناها إلى الزنى. فينا الغضب بالطبع، وذلك لكي نغضب على الشيطان، فوجَّهْناه نحن ضدّ القريب. فينا الغيرةُ لِنَتنافسَ في الفضيلة، فتنافَسْنا في الشّرّ….. نِلْنا شهوةَ الطعام، ولكن ليس للشراهة”. (السلّم 26: 156).

 

*صلاة يسوع:”أيّها الربّ يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ”. “لِيلتصِقْ ذكرُ يسوع بنفسك فتعرف حينذاك منفعة الهدوء” (السلّم 27: 61).

 

* “اجلدْ محاربيك باسم الربّ يسوع، فإنّه ليس من سلاح أقوى من هذا السلاح، لا في السماء ولا على الأرض” (السلّم 21: 7).

 

* الهدوء: “أقول الهدوء إبعاد الضوضاء، لأنّها تُعكِّرُ قعرَ النفس. أمّا كمالُه فعدم خشية الضوضاء، بل عدم التأثُّرِ بها أو الالتفاتُ إليها… الهادئ لا يتحرّك إلى التكلُّمِ ولا إلى الغضب إلاّ بصعوبة. (السلّم 27: 5).

 

الهدوء صخرةٌ جاثيةٌ على شاطئ بحر الغضب (أي لا يتأثّرُ بأمواجِ البحر، بل يصمد أمامها كالصخرة).

 

هذه كلّها ربّما تشجِّعُكَ، أيّها الاِبنُ الحبيب، على مطالعة كتاب “السلّم إلى الله”. اطلُبْهُ من المطرانيّة أو من المكتبات الدينيّة.

 

 

                                        +أفرام

                      مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

 

 

 

 

 

السلّم إلى الله