...

الصعود الإلهي

 

 

أيها الكلمة لقد جلست عن الميامن الأبوية

لما منحت مساريك أمانةً وطيدة قوية

من حيث أنه لما كان حاضراً مع التلاميذ قبل الآلام قد كان وعدهم بحضور الروح الكلي قدسهُ قائلاً أنه خيرٌ لكم أن انطلق لأنني أن لم انطلق فما يأتيكم البارقليط وأيضاً متى ما جاء ذاك فهو يعلمكم كل الحق لأجل هذا بعد أن قام من الأموات تظاهر لهم مدة أربعين يوماً ليس دائماً بل تارةً بعد أخرى وأكل معهم وشرب مثبتاً القيامة بأبلغ تأكيد وأخيراً لما وعدهم كثيراً عن ملكوت الله أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم بل يلبثوا هناك متوقعين حضور الروح الكلي قدسه لكي يعتمدوا به لأنهم كانوا مصطبغين من يوحنا أولاً بالماء فقط (وأن كان فيما بعد ابيفانيوس أسقف قبرص قد ارّخ بأن يوحنا الثاولوغس عمّد والدة الإله وهذا أيضاً مع بطرس عمدوا بقية الرسل) فأوصاهم أن يلبثوا في أورشليم كي هناك أولاً نتحقق كرازة الإنجيل لئلا عند توجههم إلى أماكن غريبة يتوبخون بسهولة وأنه كان يجب أن يتدججوا بأسلحة الروح من ههنا مثل جندٍ ما وهكذا يبرزون لمحاربة أعداء المسيح.

فلما حضر وقت الصعود أخرجهم إلى جبل الزيتون (قد لُقب هكذا لأنه كان مغروساً فيه زيتون كثير) وخاطبهم من أجل الكرازة به في الآفاق وأيضاً من أجل ملكه الذي لا يفنى الكائن في الدهر العتيد لأنه أبصر أولئك مزمعين أن يسألوه عن الواجب وكانت حاضرة هناك أمهُ الطاهرة فاستحضر لهم ملائكة ليبينوا لهم المصعد إلى السماء وحينئذٍ وهم ينظرون ارتفع من بينهم واقتبلته سحابةٌ وهكذا صعد مزفوفاً من الملائكة الآمرين بعضهم بعضاً برفع الأبواب والمبهوتين من حمرة دماء جسده فصعد وجلس عن يمين الآب وإله البشرة ولقد أتجاسر أن أقول أنه جعلها معادلة الإله التي بها تصالحنا إذ قد انتفضت العداوة القديمة وأما الرسل فوقف بهم ملائكة بصورة رجال قائلين أيها الرجال الجليليون ما بالكم وقفتم مبهوتين وإلى السماء شاخصين هذا يسوع الإله الذي تبصرونه بالجسد هكذا سيوافي أيضاً أعني بالجسد لكن ليس كمجيئه الأول بحالةٍ حقيرة ووديعة لكن بمجدٍ عظيم كما ترونه الآن مزفزفاً من الملائكة.

حينئذٍ الرسل لما عيوا من التفرس رجعوا من جبل الزيتون الذي كان قريباً من أورشليم وكان بعدهُ عنها بنحو ألفين وأربعين خطوة قدم لأن هذه هي مسافة طريق السبت وهكذا اشترع موسى أن يمشوا مقدار هذه الخطوات في السبت لأنه مضرب الشهادة كان بعيداً عن محلة اليهود مقدار هذه الخطوات لأنه كان محلل للقوم أن يتوجهوا السجود هناك في السبت وأن لا يسيروا أكثر من ذلك لأجل هذا دُعي طريق السبت ومن هذه الجهة توهم أناس أن صعود المسيح كان يوم السبت ولكن هذا غير محقق.

ولما رجع الرسل صعدوا إلى الغرفة التي كانوا بها مقيمين مع النسوة حاملات الطيب وأم الكلمة مواظبين الصوم والصلوة والطلبة متوقعين حضور الروح الكلي قدسهُ حسب الموعد.

فيا من صعدت بمجد أيها المسيح إلهنا ارحمنا آمين.

عن موقع بطريركيّة أنطاكيا وسائر المشرق:

http://antiochpatriarchate.org/

 

 

 

 

 

الصعود الإلهي