...

القدّاس الإلهيّ  سرّ الشكر 

القدّاس الإلهيّ  سرّ الشكر 

 

القدّاس الإلهيّ  سرّ الشكر 

 

أهمّ صلاة نؤديّها لله هي صلاة الشكر. القدّاس الإلهي معروف أنّه سرّ الشكر بامتياز . لماذا؟ لأنّ أفضل ما نشكر الله عليه هو من أجل ذبيحته الإلهيّة على الصليب لخلاص نفوسنا. “واجب وحقٌّ أن نسبّحك ونباركك، نحمدك ونشكرك ونسجد لك في كلّ مواضع سيادتك… أنت أخرجتنا من العدم إلى الوجود… من أجل هذه كلّها نشكرك، من أجل كلّ الإحسانات الصائرة إلينا، التي نعلمها والتي لا نعلمها، الظاهرة وغير الظاهرة..”

لا نشكر الله فقط من أجل المال، لا نشكره فقط من أجل الصحّة. الصحّة ليست دائماً مفيدة، ولا تقرّبنا دائماً من الله. نقول أيضًا في القدّاس “نشكرك من أجل هذه الذبيحة الإلهيّة التي ارتضيت أن تقبلها من أيدينا…” أهمّ شيء حدث في التاريخ هو الذبيحة الإلهيّة على الصليب.

 

القدّاس الإلهيّ عرسٌ، فيه نتّحد بالمسيح عن طريق الإنجيل وعن طريق المناولة. إنّه عرسٌ روحيٌّ نُصلّي فيه لكي نشعر أنّنا فقراء إلى الله. هذه أهمّ نعمة يهبنا إيّاها الله.

 

في اليونانيّةِ ندعوه أفخارستيّة أي مُعطي كلّ نعمة.

 

الدافع للمجيء إلى القدّاس هو الإيمان والشكر، التمجيد والتسبيح. قد لا نفهم كلّ ما يقال وكلّ ما يحصل في القدّاس. اللقاء مع الربّ، وسط جماعة المؤمنين، هذا هو الأهمّ. هناك نشترك بمائدة الربّ

 

ولا نبقى منعزلين في بيوتنا. في اليونانيّة أيضًا ندعو المناولة koinonia وتعني شركة أو مجتمع société- communion. ليس هناك قدّاس خاصّ لعائلة معيّنة. نحن دائماً معًا.

 

يقول البعض “القدّاس ممسوك” هذا لا يعني شيئاً في مفهوم الكنيسة. سرّ المعموديّة، سرّ الزواج كلّ الأسرار كانت تقام مع الجماعة في القدّاس الإلهيّ، كذلك الرسامة الكهنوتيّة. الكاهن لا يقيم الذبيحة الإلهية وحده. الكاهن ماثل في حضرة الله يحمل معه الجماعة والعالم، لأنّ القدّاس هو ارتفاع الكون كلّه إلى فوق. هنا الدخول إلى مملكة الثالوث الأبديّة.

 

“مباركة هي مملكة الآب والابن والرّوح القدس الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين آمين…” هكذا نودّ أن تكون أيّامنا مليئة بالحضور الإلهيّ.  المؤمن بانشداد دائم إلى فوق، من الأرض إلى السماء، من الجسديّات إلى الروحيّات. هذا هو جهاده المستمرّ. هي الحركيّة الدائمة طالما نحن في الجسد متغرّبون عن الله إلى أن يسود الله على قلوبنا في ملكوت محبّته. عندما يذوق المؤمنون الإنجيل وجسد الربّ يضعون أنفسهم بين المجيء الأوّل والمجيء الثاني.

الخلاصة أيّها الأحباء: تعالوا جميعاً إلى القدّاس الإلهيّ! وذوقوا ما أطيب الربّ!

 

                                                                                                                                         + أفرام

                                                                                                                           مطران طرابلس والكورة وتوابعهما