...

العبادات الشيطانية: تاريخها، تطورها ووسائل انتشارها

 

 

 

للاب اسبيريدون فياض

إن من أكثر حيل الشيطان دهاء قدرته على إقناع الناس بأنه ليس له ثمة وجود حقيقي”. بود لير
يحاول الإنسان إزاء عالم يسحقه وكائنات تخيفه، أو يرغب هو في السيطرة عليها، أن يكتسب قدرة تفوق قواه الخاصة، فتجعله سيّد الألوهية وبالتالي سيد مصيره. ولئن كانت الأنماط والأساليب قد تغيّرت اليوم، إلا أن الميل للسيطرة والرغبة في إخضاع المجهول لا يزالان متأصلين في قلب الإنسان، ويؤديان إلى ممارسات عدّة. وانه لمن الأمور التي تدعو إلى القلق البالغ في هذه الأيام الاهتمام المتزايد بالعبادات الشيطانية.
في حديثنا عن العبادات الشيطانية لا يجب أن يغيب عن بالنا ما كان يتم في العبادات الوثنية من سحر، دعارة،ضحايا وسكر وفجور. لن نتكلم عنها الآن لأنها ليست خافية على أحد. وقد ندد بولس الرسول بالعبادات الوثنية،مرجعاً إياها إلى عبادة الشياطين: “ما يذبح للأوثان إنما يذبح للشياطين” .(1كور10: 20-21).
كانت هناك تجربة تراود دائماً الوثنيين بأن يسعوا إلى استمالة هذه الأرواح الشريرة. بتقديم ذبائح لها.وهكذا يعملون على تأليهها. وعلى ضوء هذا نفهم كيف أن الكتاب المقدس وحّد الصورة صراحة بين الشياطين وبين الآلهة الوثنيّة. (مزمور96: 5). ولو أردنا أن نعرّف الوثنية لقلنا بأنها عبارة عن أناس يعبدون الشيطان بدلاً من اللّه ويقومون بأعمال الشيطان بدلا من أعمال الله. لان الشيطان أعمى أذهانهم وأعاقهم عن معرفة الإله الحق صانع السماوات والأرض.
الأصنام عند الوثنيين ليست مجرد أفكار بل تستند أيضا على أسس روحية. فالعهد الجديد يظهر لنا كيف أن آلهة الأمم كافروديت وأبولو وزفس…، ليست مجرد تشخيص لقوات طبيعية بل هي إشارة حقيقية لقوات شيطانية تكمن وراءها. وهذا ما يؤكده بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس عندما يقول: “فماذا أقول. أوان الوثن شيء أو أن ما ذبح للوثن شيء. بل أن ما يذبحه الأمم فإنما يذبحونه للشياطين لا لله. فلست أريد أن تكونوا انتم شركاء الشياطين. لا تقدرون أن تشربوا كأس الرب وكأس شياطين لا تقدرون أن تشتركوا في مائدة الرب وفي مائدة شياطين” (1كور10: 19-21 ).
لم تكن عبادة الأوثان حالة عابرة تم اجتيازها نهائياً. إنها تعود للظهور تحت أشكال مختلفة. فكل مرّة يكف الإنسان عن خدمة الرب، يصبح عبداً لمختلف الأسياد: المال (مت6: 24)، الخمر (تيطس2: 3)، الجشع القائم في رغبة السيطرة على القريب (كولسي3: 5، أفسس5: 5)، السلطان السياسي (رؤيا13: 8)، الشهوة والحسد والبغض (رومة6: 19،تيطس 3:3)، الخطيئة (رومة6:6).
الشيطان بحسب الكتاب المقدّس والكنيسة:
«أن تقفوا ضد مكائد إبليس. فإن مصارعتنا ليست ضد دم ولحم بل ضد الرئاسات ضد السلاطين، ضد ولاة العالم،عالم ظلمة هذا الدهر، ضد أجناد الشّر الروحيّة في السماوات… واحملوا علاوة على ذلك ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة”. (أفسس6: 11-17).
إن الرسول بولس يحدّثنا عن قوات تحاربنا وتصارعنا.رئاسات،سلاطين،ولاة،أجناد الشّر…! من هي هذه القوات التي يوصينا الرسول أن نقف ضدها وضد مكائدها؟ ما هو عالم ظلمة هذا الدهر ؟.
تعريف:
الشياطين هي هذه الكائنات الروحيّة الشريرة التي لم يوضح الوحي الإلهي إلا تدريجيّاً وببطءٍ شديد.ففي البداية استخدمت النصوص الكتابية بعض العناصر المنقولة عن المعتقدات الشعبيّة، ولكن دون ربطها بسر إبليس. وفي النهاية وعلى ضوء السيّد المسيح الذي أتى إلى العالم لكي يحرر الإنسان من قوّة إبليس، أتضح لكل شيء معناه.
كلمة شيطان هي ترجمة للكلمة العبريّة (شطن) ومعناها (مقاوم) وفي اللغة اليونانية (ذيافولس) ومعناها (مشتكٍ). ويسمى أيضاً المهلك أو ملاك الهاوية (رؤ9: 11) وبليعال (2كور6: 15) وإبليس والكذّاب وأبو الكذاب (يو8: 44) وهو كبير الأرواح الساقطة (رؤ12: 9) وهو الروح الذي يعمل في أبناء المعصيّة (أفسس2: 2).والشيطان هو كائن حقيقي. ورئيس رتبة من الأرواح النجسة (مت12: 24).
طبيعة الشياطين :
أما طبيعة الشيطان فإنها روحيّة. فقد كان أحد تلك القوات الملائكيّة، وهو لم يكن شريراً بطبيعته، بل كان صالحاً ومخلوقاً على الصلاح، ولم يضع الخالق في تكوينه أثراً للشّر البتة، لكنه لم يحمل الإنارة ولا الكرامة اللتين خصّه الخالق بهما.فحاد بمطلق حريته عّما هو من طبيعته إلى ما هو خارج عن طبيعته، فانتصب اتجاه الله صانعه مريداً أن يقاومه، فأصبح أول منتقل من الخير إلى الشّر. والشّر ما هو إلا فقدان الخير. كما أن الظلام هو أيضا فقدان النور. وعلى هذا النحو فالخير نور عقلاني والشّر ظلام عقلاني. وعليه فإن الله خلقه نوراً وكوّنه صالحاً (تك1: 31). وقد أصبح الشيطان ظلاماً بمطلق إرادته الحرّة، وأنجر إليه وتبعه وسقط معه عدد لا يحصى من الملائكة الخاضعين له. وقد كانوا مع الملائكة ومن طبيعتهم نفسها فصاروا أشراراً، لأنهم حادوا عن الخير إلى الشّر بمطلق حريتهم.
إذاً فالشيطان هو ملاك ولكنه سقط بسب الكبرياء. ولكن على الرغم من ذلك فقد بقي يمتاز بكل امتيازات هذه الرتبة من الكائنات، سواء أكانت عقليّة كالإدراك والذاكرة والتمييز. أو حسية كالعواطف والشهوات. أو إرادية كالاختيار (أفسس6: 12). وهو خبيث يعمل ضد البّر والقداسة، وهو مملوء بالكبرياء والمكر والقساوة. وهو عدو الإنسان اللدود (1بط5: 8- 2كور2: 1) فكره مشتغلٌ على الدوام بالمقاصد والأعمال التي مآلها قلب مقاصد الله وأعماله.
قوة الشياطين:
إن الشيطان منذ أن أخضع آدم وحواء في جنة عدن، أخضع كل جنسنا تحت صولته الظالمة، لأنه خدع الجميع (أفسس2: 1-3،رؤ12: 9). وقد جرّب الجميع بالخطيئة، حتى المسيح في البرية ولكن المسيح قهره وانتصر عليه (متى4: 11، 31). لذا يجب أن ننظر إلى حياة السيد المسيح وعمله من زاوية هذا الصراع الذي يقوم بين عالمين والذي يرتهن به في نهاية الأمر خلاص الإنسان. فيسوع شخصّياً يواجه إبليس وينتصر عليه.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الشياطين لا تستطيع إكراه الإنسان. فالشرور والتأثيرات المدنسة كلها تصل إلى عقولنا من قِبَل الشياطين. وقد سمح الله لهم بتجربة الإنسان ولكنهم لا يقوون على إكراهه، لأن فينا من القوة (قوة اسم يسوع) أن نقبل التجربة وأن لا نقبلها. لذلك فمن الآن وصاعداً فإنه سيتم طرد الشيطان باسم يسوع (متى7: 22،مر9: 38-39). فالمسيح عندما أرسل تلاميذه إلى الكرازة، منحهم السلطان على الأرواح الشريرة (مر6: 7). وبالفعل فإن التلاميذ تحققوا بأن الشياطين قد أُخضعت لهم بقوّة اسم يسوع. لذلك فقد أُعدّت النار التي لا تُطفأ والعقاب الأبديّ لإبليس وشياطينه وللذين يتبعونه.
ازدادت شهرة الشيطان في الشر وازدهرت أعماله فدعا بعض الناس إلى عبادته شخصيّاً. ففي الغرب ازدهرت هذه العبادة وازدهرت صلة الإنسان بالشيطان ليس عن طريق الإغواء فحسب بل عن طريق الاتصال الشخصي.
يجدر بنا هنا أن نذكر قصة البارون دي ريس ماريشال فرنسا الذي ارتبط أسمه بلقب آخر وهو أغنى رجل في أوربا، ولكن ارتبط أسمه أيضا بلقب أخطر سفاح للأطفال في العالم.
من هو هذا الشخص؟ ولماذا نذكره هنا في موضوعنا؟.. إنه (جيل دي لافال) أو البارون، عاش في منتصف القرن الخامس عشر وكان أغنى رجل في أوربا. في ذلك الوقت كان يحيط نفسه بمأتي فارس كحرس خاص له، وكان يعيش حياة الترف والبذخ بدرجة أكبر من إمبراطور فرنسا في ذلك الوقت شارل السابع.
ما يمّيز حياة هذا الشخص حبه الشديد وشرهه للمال وحبه للشيطان، حبه للمال هو الذي دفعه للانشغال بالأبحاث الكيميائية بهدف التوصل إلى تركيب ما يسمى (بحجر الفيلسوف) الذي يقال أنه يحوّل أي معدن إلى ذهب. وحبه للشيطان وشهواته دفعه للانشغال بالعالم السفلي وتحضير الأرواح الشريرة والتورط في ممارسات عبادة الشيطان لدرجة أنه كان يقدم القرابين البشرية لهذه الشياطين والقوى الشريرة. ونظرا للنفوذ الهائل الذي كان البارون يتمتع به، لم يستطع أحد التصدي لممارساته الجنونية الشريرة رغم الصرخات التي كانت تتردد داخل قصره في الليل والتي كان الجميع على ثقة من أنها صرخات ضحاياه من الأطفال الذين كان يعذبهم قبل أن يذبحهم ويقدمهم كقرابين للشيطان.
في سنة 1440 تم إلقاء القبض على البارون وتم تشكيل إحدى محاكم التفتيش لمحاكمته، وقد بلغ عدد الاتهامات الموجهة ضده (47) اتهاما من بينها تحضير الأرواح واغتصاب الأطفال وتعذيبهم وذبحهم وتقديمهم قرابين للشيطان.
جاء في نص الاتهام الموجه إليه من قبل المحكمة ما يلي :
«لقد تسبب البارون دي ريس في معاناة الكثيرين من الضحايا الذين كانت صرخاتهم تحطّم القلوب، كان يختطف الأطفال من الذكور والإناث فيمزق أجسادهم أو يحرقهم وهم أحياء بعد أن يقوم بتعذيبهم بوحشية قبل أن يقدمهم كقرابين للشياطين التي باع روحه لها. وقد مارس البارون اللواط والشذوذ الجنسي بأشكاله المختلفة مع ضحاياه بينما هم تحت تأثير التعذيب الوحشي، كما اغتصب وانتهك أعراض فتيات صغار تحت سن العاشرة …، ووصل إجرام هذا البارون الشرير إلى اغتصاب جثث الأطفال الموتى من ضحاياه، بل كان يستمتع بهذا الاغتصاب الجنوني حتى في لحظات احتضار هؤلاء الضحايا».
وقد جاء في اعترافات أحد خدام البارون (إيتان كورليه) تفاصيل مروعة، قال فيها :» نعم كان البارون يقدم القرابين من البشر للشياطين ة الأرواح الشريرة. وكانت هذه القرابين دائما من الأطفال الذين كان يحضرهم في منتصف الليل إلى قاعة رهيبة داخل القصر تغطي الدماء جدرانها وتنبعث من أرجائها الروائح العفنة. وكان البارون يجرد هؤلاء الأطفال من ملابسهم ثم يبدأ في ضربهم بوحشية باستخدام السياط، وبعد ذلك يقوم بالاعتداء عليهم، وفي بعض الأحيان كان الطفل يفقد وعيه من قسوة العذاب الذي يتعرض له، وكان البارون يستمر في طقوسه الشيطانية التي كانت تنتهي دائما بذبح الطفل البريء أمام تمثال اسود للشيطان».
لقد كان لابد لنا إلا أن نذكر قصة هذا السفاح لأن ما كان يقوم به سوف نراه يتردد صداه بين الحين والآخر مع عدد كبير ممن كانوا ينتمون إلى عبادة الشيطان عبر التاريخ حتى يومنا هذا وكأني به قد أصبح ناموسا لهم.
في العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر، تكونت الجمعيات وتأسست الأندية المختلفة في أوربا أمريكا لعبادته والإقرار بفضله، وأول جمعية أنشئت لهذا الغرض جمعية أمريكية باسم ساتنست “المتشيطنين» (Satanists). وغرض هذه الجمعية، عبادة الشيطان ذاته شخصيا حتى لا يضرهم، وانضم لهذه الجمعية العدد الوفير. منهم من كان يقصد قضاء حاجة معينة، ومنهم من كان يقصد قضاء رغبة جنسيّة دنيئة، ومنهم من كان يقصد تعلم السحر. وقامت جمعية أخرى بمدينة شارلستون، بالولايات المتحدة الأمريكية برئاسة المدعو (أوريانو ليمي) فكان هو وجماعته يقومون بطقوسهم الشيطانية وكلها عبث ومجون وفسق وفجور، وجنس فاضح. الأمر الذي ساعد على انتشار هذه العبادة الإبليسية.
ومن الجمعيات العالمية للاتصال بالشيطان، جماعة الإله “مونتاكا” في الهند. وكذلك جماعة المدعو “دوكر” في بلجيكا التي كانت تدعو إلى عبادة الشيطان فهو في رأيهم الحاكم المطاع في العالم، وهو الذي يضر وينفع.
ومن الجدير بالذكر هنا أن نذكر قصة دير الرهبان الذي أسسه “فرنسيس داشوود”. الذي ورث أموالاً طائلة أراد أن يعّب عباً من لذائذ الحياة المحرّمة قبل أن يموت، فأتخذ من أحد الأديرة القديمة، وهي ضمن ممتلكاته ( دير مادنهام ) مقراً لمعبده الشيطاني الحديث فأعاد بناءه، بحسب ما تقتضيه الشرائع الإبليسية، وكان جميع أعضاء هذا الدير من أجمل وأثرى شباب وشابات إنجلترا وكان في رأيه جنة فإن من يدخل فيه لا يخرج منه مطلقاً، ففيه ما تلذ الأنفس وتشتهيه، توفر متع الحياة، ولذتها من خمور معتقة كان يستوردها من فرنسا وإيطاليا ومأكولات شهيّة تثير الرغبة والشهوة، وكان كل ما في هذا الدير (المعبد الشيطاني) يمثّل الإباحيّة فصور القديسين استبدلت بصور نساء عاريات في أوضاع داعرة. ومكتبة لا تحتوي إلا كتب الجنس المبتذلة، والتراتيل التي كانوا يرتلونها عند قيامهم بطقوسهم الشيطانية كانت كلها فسق وفجور.
في أول هذا القرن وتحديداً عام 1900 حاول أليستر كراو لي أن يعيد الحياة والنشاط إلى الشيطانية ( عبادة الشيطان ) فقد حاول أن يكون الرجل الأكثر شراً في العالم أو بتعبير آخر بارون القرن العشرين. فدعا إلى السحر الجنسي والتضحيات البشرية والحيوانية وتعاطي المخدرات بقوة. ويعتبر كراو لي أن الجنس أفضل طريقة للسحر وإعطاء الطاقة.
لقد وضع كراو لي عدة خطوات لنشر أفكاره وتعاليمه الشيطانية ومارسها من بعده أتباعه. من هذه الخطوات:
• توريط العائلة بأجمعها مع الشيطانيين حيث تنتقل التعاليم من الأهل إلى الأطفال الذين سيصبحون بدورهم متورطين في أعمار مبكرة
• الجيل الجديد والذي سبقه سيكونان مسؤولين عن نشر التعاليم الشيطانية
• يقوم عدد من الأشخاص بصحبة الأتباع الذين جمعوهم بإقرار مجموعة من التعاليم الخاصة بهم والتي يحرصون بها على خرق القانون.
• تتشكل مجموعة من الشيطانيين والتي يطلق عليها اسم المجموعة الرسمية وهم من المتشددين لتعاليمهم والفخورين بدينهم، مهمة هذه المجموعة سنّ القوانين وتنظيم المجموعات الأخرى وتقوم أيضاً بإقامة الندوات والدعوة لمحاضرات تشرح فيها معتقداتها. وهذه المجموعة مدرّبة بشكل جيد لإغواء الأشخاص بالانضمام إليها.
• تحريض المراهقين الذين يرغبون بالثورة والانتفاضة على كل التقاليد والعادات والديانات وتعدهم بالقوة اللازمة لتغيير أنفسهم والعالم من حولهم. ويعلمونهم بان الشيطان يمنحهم الطاقة الجنسية والتي تخلق بدورها قدرة للعبادة.
أما في الستينات من هذا القرن (1966) فقد شهد العالم عودة هذه العبادات بصورة جليّة. عندما عمل المدعو ( أنتوني ليفي ) والمعروف باسم الدكتور ليفي على تأسيس ما يسمى بكنيسة الشيطان!!!. إنه ليس وهماً كما قد يظن البعض ورجالها ليسوا وهميين بل هم أناس من لحم ودم، يكرسون العمر والوقت والمال وكل شيء في سبيل خدمة الشرير.
تعنى هذه الكنيسة بتمجيد الشيطان ومهاجمة الكنيسة المسيحية والتي بنظرهم تأخذ الناس إلى العبودية. ولقد ضمت كنيسة الشيطان هذه حوالي 40 ألف شيطاني من المؤمنين بالسحر والشعوذة، يتابعون إقامة القداديس السوداء، يزرعون الصلبان المقلوبة، يمارسون الجنس عليها ويبصقون، مضحين بالحيوانات كجزء من طقوس العبادة الواردة في إنجيلهم الخاص الذي وضعه أنتوني ليفي مسميا نفسه “بعل زبول” رئيس الشياطين القادم ليمحق الأعداء الضعفاء أي المسيحيين. والقادر على تأسيس قانون (الأقوى) أي الشيطان.
انتوني ليفي والملقب أيضا “بزعيم الشرور في العالم” مقره في سان فرنسيسكو في أمريكا. ولكن لا أحد يعرف على وجه الدقة ماذا يحصل في الأقبية المظلمة التي يديرها والتي تضم رجالاً ونساءً وأطفالاً، لكن المؤكد أن هناك الكثير من الدم والجريمة والشعوذة.
ولقد أشارت تقارير عديدة إلى أن الكثيرين من شباب الدول المختلفة سقطوا ضحايا لفكر هذا المشعوذ اليهودي الذي جمع أفكاره الجنونية الشاذة في كتاب أطلق عليه أسم “إنجيل الشيطان».
تعتمد هذه الكنيسة في منهجيتها على إقناع أتباعها بان العبادة الشيطانية ليست بجريمة يعاقب عليها القانون،وتعمل على حث الشبان على إرضاء رغباتهم الدنيوية من لهوٍ،إثارة، طمع،وحرية زائفة. ويعبّر عن هذه المنهجية أنتو ني ليفي عندما يقول: “إن كنيستنا تقوم على حثّ أتباعها على اللحاق وممارسة ملذاتهم وشهواتهم بدلاً من إخمادها”. هذه العبادة تصوّر أن الله هو ضد الحريات وضد الإنسان. وبأن الشيطان هو صديق الإنسان يرعى احتياجاته ويمنحه حريات مطلقة. إنهم يصوّرون الله كعدو وآسر. والشيطان كصديق محرر إنهم يقلبون المفاهيم ويزيفون الحقيقة.
إنها الحرية الشخصية !. وتحت هذا الشعار ارتكب ويرتكب الشيطانيون الجرائم العديدة، ففي ألمانيا ارتكب الشيطانيون جرائم عديدة بعضها في إطار ممارسة الطقوس الشيطانية مثل قتل الأطفال واستخدام دمائهم في ممارسات عبادة الشيطان. والبعض الآخر ارتكبوه وهم تحت تأثير المخدرات وعقاقير الهلوسة وتنفيذا لأفكار غريبة ترفض كل القيم والأديان والمعتقدات السوية. الأمر الذي جعل الشرطة الألمانية في شهر آذار من عام 1997 أن تشن أكبر حملة ضد هذه الجماعات. جاءت هذه الحملة بعد بلاغ تقدّمت به سيدة ألمانية إلى السلطات تؤكد فيه أن أبنتها تغيبت عن المنزل لمدة شهر ثم عادت وهي في حالة يرثى لها وأكدت للأم أنها كانت محتجزة بواسطة إحدى جماعات عبادة الشيطان التي أقنعها صديقها بالانضمام إليها وهناك اكتشفت الممارسات الإجرامية لهؤلاء الشبان الضائعين الذين اغتصبوها واعتدوا عليها بالضرب واجبروها عل أداء طقوس غريبة في إطار عباداتهم الملعونة للشيطان.
وفي جنوب أفريقيا فقد كشفت تقارير الشرطة عن أضحية لأطفال رضّع قدمت للشيطان. وكذلك الأمر في فرنسا واليونان وإسرائيل حيث أقدم شاب على قتل صديقه كقربان للشيطان لكي يتم قبوله في جماعات عبدة الشيطان. ولقد جاء في اعتراف سيدة شابة من كاليفورنيا أنها قدمت رضيعها ذبيحة للشيطان. سلخته هي ومن معها وأكلوه معا. وشاب آخر عمل عهدا مع الشيطان بان ذبح طفلا ثم أكل قلبه.
الأمر يضيق بنا لو أردنا أن نستعرض بعض الممارسات التي سجلتها دوائر الأمن العام في مختلف أنحاء العالم عن تورط أولئك الشيطانيين بمثل هذه الممارسات ولكننا نكتفي بأن نستعرض البعض القليل منها :
1. لقد تعرضت مدينة ساندفورد بولاية ماين الأمريكية خلال عام 1983 لسلسلة من عمليات اختفاء الأطفال في ظروف غامضة وظهرت شائعات تشير إلى أن المسؤول عن هذه الظاهرة هم جماعة من عبدة الشيطان يقتلون هؤلاء الأطفال ويستخدمون دمائهم في الطقوس الغريبة التي يمارسونها ليلا في الغابات والمناطق الجبلية والنائية.
ووصلت الأمور إلى حد تدخل رجال الشرطة وإجراء تحقيق رسمي الذي لم يسفر عن أية تأكيدات تامة حول هذه المجموعة. ولكن العثور على جثة الطفلة جزيل كوت طافية فوق مياه نهر الموسام الذي يخترق المدينة أعادت إلى ذاكرة الأهالي العديد من حالات اختفاء الأطفال وخاصة بعد ربطها بالتهديدات التي وصلت إلى عدد كبير من الفتيات الصغيرات خلال الأسابيع السابقة لعيد جميع القديسين 31 أكتوبر.
بعد توجه أحد السكان إلى قسم الشرطة ليبلّغ عن رؤيته لشخص غريب بمنطقة الغابات قرب بايك هيل وهو المكان التي توجهت إليه جزيل للقاء أصدقائها في نفس توقيت الحادث تقريبا. وشهد آخرون بأنهم رأوا نفس الشخص أربع مرات بل وأكد أحد الشهود أن هذا الشخص الغريب كانت تسير معه فتاة تنطبق عليها صفات جزيل حيث كان يضع يده فوق كتفها أثناء سيرهما على ضفة النهر، وأخذت الشرطة الأمر مأخذ الجد وقامت بإجراء تحريات واسعة أسفرت على أن هذا الشخص الغامض الذي تعرف عليه الشهود هو سكوت ووتر هاوس 18 سنة وهو طالب فاشل ومنحرف. ألقت الشرطة القبض على ووتر وعند تفتيش منزله عثر في غرفته على أشياء غريبة تؤكد انتمائه لجماعات عبادة الشيطان ومن بينها مذكرة بعنوان عهد مع الشيطان وخطاب موجه إلى المتهم وموقع باسم يسوع المسيح وكتيب بعنوان أفكار الشيطانين وأشارت التحريات إلى أن الشاب سكوت انضم إلى إحدى جماعات عبادة الشيطان بعد أن قرأ نسخة من كتاب إنجيل الشيطان الذي كتبه اليهودي أنطوني ليفي مؤسس جماعات عبادة الشيطان في الولايات المتحدة الأمريكية كما مر معنا. كما أكدت التحريات أن ووتر هاوس غير مستقر نفسيا وأنه يتعاطى عقار الهلوسة المعروف باسم LSD بجانب الماريجوانا وغير ذلك من العقاقير والمخدرات.وقد انغمس ووتر هاوس حتى أذنيه في أنشطة وممارسة السحر الأسود وكان يعشق رؤية الفزع والرعب في عيون الفتيات الصغيرات.
في البداية أخذ الشاب المتهم ينفي ارتكابه أية جريمة ويؤكد أنه بريء ورغم ذلك تم تقديمه للمحاكمة وأكد المحلفون أنه مذنب وأكدت المحكمة اطمئنانها لإدانة المتهم في تهمة قتل الفتاة جزيل على الأقل وأصدرت حكمها بإعدام الشاب سكوت ووتر هاوس وأوصت بعدم إتاحة أية فرصة له للحصول على العفو.
قبل تنفيذ الحكم بدأ ووتر هاوس يتحدث مع زملائه في السجن عن تلك الليلة الرهيبة التي قضتها الطفلة جزيل مع جماعة عبادة الشيطان في المنطقة الجبلية المعروفة باسم بايك هيل وكانت آخر ليلة على قيد الحياة. وقال ووتر هاوس أنه قابل الطفلة تسير وحدها في الغابة فعرض عليها أن يرافقها لحمايتها من أي خطر ثم أحضرها إلى مكان اللقاء الأسبوعي للجماعة حيث احتشدوا جميعا حول نار أشعلوها ووقفوا حولها في صورة نصف دائرة، بعد ذلك اقترب رئيس الجماعة الذي رفض المتهم ذكر اسمه وأحدث جرحاً صغيراً في كتف الفتاة التي كانت في حالة مروعة من الرعب والفزع وأخذ كل عضو يلعق هذا الجرح بلسانه.
بعد ذلك بدأ الشيطانيون في تعاطي المخدرات والعقاقير المخدرة وأقراص الهلوسة التي أصابتهم بحالة هستيرية وأخذوا يرقصون في جنون حول الفتاة التي وضعوا العقاقير المخدرة عنوة في فمها.
قال قائد الجماعة الشريرة إن الشيطان يريد قربانا وأنه اختار سكوت ووتر هاوس لكي يقدم هذا القربان.. وكان الأمر الشيطاني واضحا وهو ضرورة قتل الطفلة جزيل لكي تكون هي هذا القربان.. ولم يتردد ووتر هاوس في حالة الهلوسة والهستريا التي كانت تسيطر عليه فتقدم من الطفلة التي كانت في حالة إغماء بسبب الخوف والمخدرات التي أجبروها على تناولها وأخذ يضغط بيديه على عنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة وبعد انتهاء الطقوس الشيطانية حمل سكوت الطفلة وألقى بها في النهر.
2. كانت عقارب الساعة تشير إلى ما بعد منتصف الليل بقليل في إحدى ليالي شهر شباط شديدة البرودة وفي مكتب شرطة مدينة مونبيلية الفرنسية كان أعضاء المكتب يتناولون القهوة في هدوء وسكينة عندما أقتحم المكتب شاب يصرخ في فزع قائلا : النجدة.. أنقذوني… إنهم يريدون قتلي. كان الشاب في حالة رهيبة من الفزع وقد مزقت ملابسه وكانت الدماء تنزف من جرح في رأسه بينما كان وجهه ملطخ بالسواد ومصاب بحروق وكدمات وكأنه خارج لتوه من حريق مروع. تم استدعاء الإسعاف الذين قاموا بنقله إلى المستشفى بعد أن أعطوه حقنة مهدئة وعملوا على وقف نزيف الدم من رأسه.
قال الشاب أنه يدعى أنطوان ديمسكي وهو ينتمي لأسرة هاجرت من بلغاريا إلى فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية ويمتلك والده محلا لبيع الخضر والفاكهة جنوبي مونبيلية. وأضاف الشاب قائلا أن عمره 23 عاما وهو يدرس الفلسفة بأحد المعاهد المتخصصة حيث تعرّف على مجموعة من الزملاء ذوي الأفكار الميتافيزيكية الغريبة شكلوا جماعة شيطانية غريبة أطلقوا عليها أسم “أخوان الجحيم” وأعتقد أنطوان في البداية أن هذه الجماعة عبارة عن فريق أو شلة من الأصدقاء لذلك رحّب بشدة عندما عرضوا عليه الانضمام إليهم. وبعد فترة قصيرة فوجئ أنطوان ببعض الممارسات الغريبة التي يقوم بها أعضاء هذه الجماعة مثل ذبح الحيوانات كالقطط والكلاب والفئران وتلطيخ أيديهم وملابسهم بدمائها وطلبوا منه دق وشم حجمه كبير على صدره ونجمة زرقاء على كتفه ففعل ذلك معتقدا أنها من قبيل الموضة التي يقبل عليها بعض الشباب.
ذات يوم توجه أنطوان إلى إحدى لقاءات الجماعة التي كانت تعقد في منزل منعزل مهجور. ووجد مع زملائه رجلا عجوزاً مقيداً بالسلاسل إلى الجدار وبعد مراسم الرقص الهستيري وتناول المخدرات قام أعضاء الجماعة بالتوجه نحو العجوز المسكين وكان كل منهم يمسك في يده بقطعة من الخشب أو الحديد وجردوا الرجل من ملابسه ثم انهالوا عليه ضربا حتى تفجرت الدماء من رأسه وكل أجزاء جسده وتقدم زعيم الجماعة وهو شاب يدعى بيير وأخذ يلطخ يديه بدماء الرجل ثم يمسح بها وجوه بقية الأعضاء حتى جاء الدور على أنطوان الذي كان في حالة من الفزع ورفض تلويث وجهه بالدماء البشرية مما جعل الزعيم يؤكد للباقين أنه مارق ومتمرد ولابد أن يكون جزاؤه هو الموت ولكن بعد الانتهاء من طقوس الليلة.
ومضى أنطوان يحكي قصته أو بالأحرى مأساته لمفتش الشرطة فقال أنه لاحظ أن الرجل العجوز الذي تعرّض للضرب لا يتحرك فأقترب منه ليكتشف أنه فارق الحياة، وأخذ يصرخ في زملائه قائلا أن الرجل قد مات وأنهم أصبحوا قتلة ولكن أحدا لم يهتم به وواصلوا طقوسهم الجنونية حتى النهاية.
وهنا حاول أنطوان مغادرة المكان ولكنهم رفضوا السماح له بالخروج وأبلغوه أن قوانين الجماعة تقضي بمحاكمته جزاء رفضه لأوامر الزعيم وأخذوا يتشاورون وأخيرا قال له بيير أن أمامه فرصة للنجاة من الموت إذا قدّم قربانا للشيطان وهو دماء شخص آخر عليه أن يقتله لتكون روح هذا القتيل بدلا من روحه.
رفض أنطوان بشدة أن يرتكب هذه الجريمة فهجم عليه أعضاء الجماعة يضربونه بقطع من الخشب المشتعل بهدف قتله وأخذوا يوجهون الضربات له، ولكنه حاول مقاومتهم وتمكن من الإفلات والجري بسرعة خارج المنزل ولكنهم طاردوه لمسافة عشرة كيلومترات وسط الحقول والأشجار حتى أصيبوا بالإعياء فتركوه ولكنه ظل يجري حتى وصل إلى قسم الشرطة.
أدلى أنطوان بأسماء جميع أعضاء هذه الجماعة الشيطانية حيث كانوا جميعا من الشباب ومعظمهم من طلبة المدرسة العليا للفلسفة. واكتشفت الشرطة أن العجوز القتيل هو جد أحد هؤلاء الأعضاء الذي أطاع زعيم الجماعة عندما أمره بتقديم جده كقربان للشيطان واستخدام دمائه في طقوسهم الجنونية.
3. هذه القصة بدأت أحداثها في مدينة برسبان الأسترالية بمقتل شخص يدعى أدوارد باد لوك وأشارت التقارير الأولية إلى أن الجريمة ارتكبت بواسطة عصابة من النساء عبدة الشيطان يعشقن شرب الدماء البشرية.
المجموعة أو العصابة مكونة من أربعة فتيات ( تراس ويجبجتون ) 25 عاما وهي زعيمة العصابة وقد اعترفت تراس بدورها في جريمة قتل أدوارد باد لوك بطريقة وحشية وهو عامل عمره 47 عاما ويعمل في مجال تشييد وتعبيد الطرق.
و اعترفت تراس أيضا بأنها اشتركت في قتل باد لوك مع ثلاث نساء أخريات هن ليزا تباشينسكي وهي صديقتها التي تعاني مثلها من الشذوذ وعمرها 25 عاما أيضا أما الشريكتان الأخريتان فهما كيم جيرفيس وتراس ووج وكلاهما في الرابعة والعشرين من العمر.
وقالت المتهمة الأولى ليزا أمام المحكمة أنهما التقتا بالمجني عليه الذي كان يسير وحده على أحد الطرق ووجهوا له الدعوة لركوب سيارتهن لتوصيله إلى المكان الذي سيذهب إليه لكنهن توجهن إلى ناد لليخوت يقع في منطقة نائية على شاطئ البحر وهناك هاجمته زعيمة الجماعة تراس بسكين ووجهت إليه عدة طعنات قاتلة في رقبته لدرجة أن رأسه قد انفصلت تقريبا عن جسده ولقد اعترفت أيضا بأنها شربت من دماء العامل المسكين بعد أن أمرتها الزعيمة بأن تفعل ذلك وقالت أن تراس ذات شخصية قوية وتستطيع أن تؤثر على أي شخص بحيث لا يعصى لها أمرا ولذلك لم يكن أمامها سوى تنفيذ ما أمرتها به واعترفت المتهمة ليزا أيضا للمحلفين خلال المحاكمة بأن زعيمة العصابة تراس مصاصة دماء تعيش على الدماء البشرية.
**أحبوا أعداءكم وأحسنوا إلى مبغضيكم والذين يسيئون إليكم** “ما هذه الفلسفة الحقيرة “؟؟؟. “أكره أعداءك من كل قلبك.إذا ضربك إنسان على أحد خديك، فحطّمه ‍‍‍‍‍‍‍‍! أضربه على رد فه وفخذه لان المحافظة على النفس هي القانون الأعلى”؟؟؟؟. “اللعنة على عابدي اللّه إنهم خراف مجزوزة”؟؟؟. هذا شيء بسيط مما تعلمه هذه الجماعة التي تسمي نفسها بكنيسة الشيطان.
من هنا نلاحظ أن الشيطانية تدعو للانقلاب على المسيحية. وما هو خير في تلك الديانة (المسيحية ) فهو شرّ لهم. وأنها تؤمن بأن قوة الشيطانيين مصنوعة من الشّر وليس الخير. وأقل واجب عليهم هو حرق الصليب أينما وجدوه. ويؤمنون أن الحيوانات عندما تموت تصعد قوتها إلى الخارج. وإذا قتل الحيوان داخل الدائرة السحرية فإن هذه الطاقة ستذهب إلى كل شخص موجود ضمن الدائرة. والحيوانات الصغيرة مفضّلة على الكبيرة لأن الطاقة الموجودة في الأولى أقوى. كما يعتقدون أن المصدر الأقوى لوجود الطاقة ليس الحيوان بل الإنسان.
وهذا ما يناقشه (ريتشارد كافنديش) في كتابه “فنون السحر الأسود” فيقول : “إن تقديم كائن بشري كذبيحة يكون له تأثير أكبر بسبب المقاومة الكبيرة التي تحدث. ومع أن هذا النوع من الذبائح غير مرغوب فيه إلا أن هناك عرف يقول أن أكثر الذبائح أثرا على الشياطين هي الذبائح البشرية».
وإذا كان هناك نقص في الضحايا البشرية لتقديمها كذبائح فان الساحر (الكاهن) يقدم حيوانا كذبيحة دموية أو أن يجرح نفسه أو أحد مساعديه، وإذا ارتبط تقديم الذبيحة بإطلاق الطاقة الجنسية عند هزة الجماع فان هذا يضاعف من قوة الكاهن. بالطبع فان الذين يعبدون الشيطان لهم أسباب مختلفة لتقديم الذبائح الآدمية. إنهم يكتسبون قوة متزايدة من الحصول على أجزاء معينة من الجسم البشري. إنهم يعتقدون أن الرأس تحتوي على الروح، كما يعتقدون أنهم إذا ناموا ومعهم الرأس لعدة أسابيع فإنه يمتص قوة هذه الروح، كما يعتقدون أن القلب يحتوي على النفس فيأكلونه للحصول على القوة.
لقد كتب كراو لي: “العمل الروحي الأفضل هو أن تختار الضحية التي تحتوي على أعظم قوة. والطفل الذكر ببراءته الكاملة، وذكائه العالي هو أكثر إشباعاً وأفضل ضحية”. وهذا ما سار عليه أنتو ني ليفي خليفته في ابتداع الشّر.
جوي تشايلدرس مدّرس في مدرسة ثانوية نجح بأن يترك عبادة الشيطان ويتخلص منها. يقول جوي محذرا الآخرين :” كنت ضمن عبدة الشيطان منذ أن كنت صغيرا حتى بلغت الواحدة والعشرين من عمري. وكانت كل عائلتي من عبدة الشيطان. لقد اختبرت طقوس اغتصاب الفتيات وطقوس تقديم ذبائح من الأطفال والكلاب. وطقوس أكل لحم البشر والبراز والقيء والبول. وطقوس شرب دم الإنسان والحيوان… وكانت بعض الطقوس تجري للحصول على القوة من الشيطان من خلال الرعب الذي ينتاب الطفل عندما يموت جوعا أو عندما يعذب أو يغتصب. وكانت بعض هذه الطقوس مخصصة لتقديم الذبائح للشيطان. كان الطفل يقتل بطعنه بسكين في قلبه في الوقت الذي يغتصبه فيه واحد من أعضاء هذه الجماعة. لقد كان الغرض من هذا هو الوصول إلى ذروة الاتصال الجنسي في وقت قتل هذا الطفل للحصول على القوة. وكانت أجساد الذين يقتلون تحرق دائما وكانوا يحتفظون ببعض عظامهم كأدوات في هذه الطقوس.
أما بالنسبة لتقديم الطفل الذبيحة إلى الشيطان طقوس خاصة. إذ يدخل الجموع المضحيّة مع الطفل إلى غرفة سوداء يوجد بداخلها شموع طويلة مضاءة ومكان مخصص لتقديم الذبيحة الطفل والذي يقوم الأهل برضاهم بتقديم طفلهم كذبيحة للشيطان، فيقطعونه إرباً. فجسده الصغير الغض تبتر منه الساقان واليدان ثم يحرق ويرمى رماده مع الأطراف على زوايا الطرقات ! لأن ذلك بحسب اعتقادهم سيجلب كل من يمر بالقرب من هذه البقايا إلى العبادات الشيطانية!.
ألم يكن هذا ما نبّه عنه داو ود الملك في كتاب المزامير عندما قال: “و ذبحوا بنيهم وبناتهم للأوثان” ( مز 106: 37) وأيضاً ألم يكن هذا ما أوصانا الكتاب المقدس بالابتعاد عنه “لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب”. ( تث 18 : 12 ).
لقد أورد (كنيث ف لايننغ) في تحقيق له عن موضوع الانتهاك الطقوسي للأطفال والمقدم إلى وحدة علم السلوكيات في المكتب الفيدرالي للتحقيقات عام 1992 بعض الجرائم التي تمارس من قبل الشيطانيين :
• التخريب.
• تدنيس الكنائس والمقابر.
• سرقة الكنائس والمقابر.
• عصابات المراهقين.(المقصود هنا ما يختص بالمخدرات).
• قتل الحيوانات والتمثيل بها ( تقطيعها ).
• انتحار المراهقين.
• انتهاك الأطفال.
• الخطف.
• القتل والتضحيات البشرية.
سأورد وصفا من لبنان لما يسمى بالقداس الأسود بحسب ما رواه أحد الأشخاص الذين شاركوا به: “كان الجميع يجلسون بشكل دائري وقطة في الوسط، وصاحب المنزل كان قربها يلبس لباسا مختلفا، وعرفت أنه الكاهن رغم أن عمره لم يتجاوز الثلاثين عاما. بدأت الحفلة أو ما عرفت فيما بعد أنه يسمى القداس الأسود. الموسيقى بدأت تخفت شيئا فشيئا وطقوس عبادة تتم فالجميع يتكلم بعبارات لا أفهمها. كان ذلك غريبا فالجميع صبغوا وجوههم باللون الأبيض والإشارات التي لم أكن أعلم معناها، في هذه الأثناء قام الكاهن بقطع رأس القطة بسكين حادة وسط المواء الحاد والدم، وبعد أن تم هذا أرسلت القطة لترمى في صندوق القمامة… بعد ذبح القطة أتوا بصورة السيد المسيح وأمه العذراء ورموها على الأرض وبدءوا يبصقون عليها ثم وضع بعضهم سكينا على رقبة المسيح المصلوب وعرفت وقتها أن شعارهم هو الصليب المقلوب… فخلعت الفتيات ثيابهن وبقين بالملابس الداخلية فقط وبدءوا بممارسة الجنس وتعاطي المخدرات».
هذا الطقس نراه يتكرر في كل مكان فيه عبدة الشيطان إن كان في مصر أو في الأردن أو في بلجيكا أو في فرنسا أو في أمريكا أو في الكويت. ولكن كل مكان له خاصيته في طريقة إقامة هذه الطقوس الشيطانية.
وسائل انتشار العبادات الشيطانية :
لقد اتبعت هذه المدرسة الشيطانية طريقة الاعتماد على موسيقى صاخبة تسمى (الهيفي ميتال) «HEAVY METAL « أو (الهارد روك) «HARD ROCK» من خلال كلمات معينة تدعو الشباب للابتعاد عن كل ما هو ديني أو كنسي، عن طريق كلمات معينة أو شعارات معينة كرأس العنزة والنجمة الخماسية أو بتشويه صور القديسين. ومن أشهر هذه الفرق الحالية والذائعة الصيت.// ميتاليكا- أيرون ميدن – الإسي ديسي //. وهناك مجموعة شيطانية في ولاية تكساس تحرض المراهقين على تمجيد الروح الشريرة والشيطان وذلك عن طريق الترويج لها بالإعلانات المتوفرة من مذياع، تلفزيون، أفلام توجيهية وملصقات ملفتة على بعض ألبسة الشبان والشابات. سنستعرض فيما يلي بعض هذه الوسائل:
1. وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة.
2. الموضة.
3. ألعاب الكمبيوتر.
4. أفلام الأطفال.
5. أفلام الرعب والعنف والخيال العلمي.
6. الموسيقى والأغاني.
7. الصور والفيديو كليب.
.سوف نركز هنا على موضوع الإعلانات ووسائل الإعلام لأنه عن طريقها يتم الترويج لكل شيء. لذلك لابد لنا من أن نعرف الدعاية والإعلان.
تعريف الدعاية والإعلان:
بحسب علماء النفس والإعلام “هي التأثير المتعمّد على أفكار وسلوك أُناسٍ آخرين فيما بالقيم والمعتقدات والسلوك وذلك عبر الرموز والإشارات والكلمات والصور والموسيقى”. إذاً هناك مؤثرات أخرى يتعلق كالموسيقى والحركات والرموز بإلاضافة إلى الكلمات، فهي ليست فقط إعلام عبر فيلم عادي يُقطع ليظهر(مدهش) أو (توبر) ولكن هناك تأثير على الناس فتذهب السيدة لإحضار (مدهش)، فالهدف من الدعاية إذاً هو التأثير المخطط له من اختراع أشخاص مختصين مفكرين مكرسين لدراسة التأثيرات النفسية لكل كلمة أو حركة أو لقطة… كلهم يجب أن يصبّو في خانة التأثير على المشاهد. تأثير الدعاية يتم على الوعي وبالتالي ضمن حدود الإدراك أو على اللاوعي فترى الدعاية ظاهرها عادي ولكن بعد المشاهدة تشعر برغبة قوية لإحضار المادة المعلن عنها بالرغم من أن الدعاية لا تجذب، والسبب يعود إلى أن الدعاية كانت مبرمجة بكافة عناصرها لتحاكي اللاوعي.
الكلمات :
الحب كلمة سامية وقد ترادفت هذه الكلمة مع الله “الله محبة” وبها يتلخص مجمل حياة الإنسان المسيحي. أُخذت هذه الكلمة وبوسائل الإعلام المختلفة تحوّلت إلى كلمة مترادفة مع كلمة الجنس. ففي أي فيلم أو رواية الفتى عندما يريد أن يعرض على الفتاة ممارسة الجنس(SEX) يقول لها “هيا بنا نمارس الحب” أي أن مفهوم الحب بالمعنى الراقي أصبح غير موجود وأصبح البديل عنه الزنى ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!!.الكنيسة لا تساوم على الخطأ وتسمّي الأمور بأسمائها، الخطيئة خطيئة والزنى زنى ولكن للأسف فإن المجتمع وبعد تأثير وسائل الإعلام أصبح له مفاهيم مختلفة وغريبة عن الكنيسة.
الموضة:
الإنسان المعاصر أصبح عبداً لما يسمى الموضة. فلو سألت شاباً أوشابّةً: ما هذه الأزياء والملابس والتسريحات الغريبة؟ لكان الجواب مباشرة :”هذه هي الموضة”. بالرغم من أنه غالباً ما تكون القناعات مختلفة. الموضة تسيّطر باقتناع أو بعدمه، فإن كانت باقتناع فيجب أن تحترم، وإن كانت هذه هي الموضة فهذا يتطلّب وقفة ومراجعة للذات لكي نعرف إن كانت معتقداتنا وأفكارنا تتغيّر مع الموضة!؟ في وقت كان لبس الطويل هو الموضة الكل لبسوا الطويل. وفي وقت صار القصير هو الموضة الكل لبسوا القصير !!!!.
درجت منذ فترة قريبة موضة الثياب الممزقة ؟..بنطال ممزق عند الركبتين أوفي مكان آخر. بنطال الجينز على الأقل سعره 1000 ليرة سورية، الأب يكدح ليحضر لأبنه بنطالاً كأصدقائه. يأتي هذا الولد أو في أغلب الأحيان الشاب فيمزقه دون أن يهتم لتعب أبيه؟؟! سأسألكم سؤالٌ ضميري: “إن أتـى أهلك ببنطال أو فستان جميل وتمزّق قليلاً أتلبسينه؟”. الجواب معروف ( لا ) لأنه ممزق، وليس هو موضة. ولكن إن كانت موضة فتمزقه أنت ولا تستحي به. أنظروا كم أصبح الإنسان اليوم عبداً لِما تقدمه كلمة الموضة.
الرموز :
الصليب على قفا الحذاء قد تفهم (+) لكن المعمل الذي قام بتصنيعها كان قصده من وراء ذلك إشارة الصليب. فكيفما سرت أنت تدوس على الصليب! وبغض النظر عن أي شيئ أنت حرٌّ بفكرك وبإمكانك أن تعتبره ما شئت ولكن الذي روّج هذه البضاعة كان هدفه تشويه الصليب بكل ما يحمل لنا من معاني سامية. قامت ضجة في البلاد الأرثوذكسية وخاصة اليونان وتمت حملات توعية الأمر الذي أدى بصاحب المعمل أن يغيّر الرمز إلى رمز آخر.
الصليب بالآذان! من قال أن الصليب هو للزينة **ليس الصليب سلاسلاً ذهب يزين طلعتك** فمن يحمل الصليب يقصد به :
1. أنه حامل لألام المسيح الذي صلب عليه وأنه مستعد لأن يصلب شهواته عليه حتى يستطيع أن يكون مع المسيح القائم.
2. لكي أقول للناس أنا أؤمن بهذا الإله المصلوب.
والاثنين نوع من الشهادة، فلا أضع الصليب على صدري: تعالوا شوفوا أنا مسيحي وبالنهار القصير أهين الصليب ومن علق عليه عشرات المرات. قدموه لنا في الآذان في الأرجل في الأيدي، ولكن نحن نعرف أن مكانه الأساسي هو الصدر لأنه الأقرب إلى القلب.
الصليب الفرعوني أو مفتاح الحياة أو مفتاح النيل! رمز للفراعنة ولكن بوقت الاضطهاد بمصر اعتبر رمزا للصليب بين المسيحيين. وبعد الاضطهاد الغي من حياتهم لأنه ليس لنا. الأن قدم لنا مزيناً بخرزات فوضعناه بدل صليبنا الحقيقي. أحبتي نحن لا نصنع صلبانا على أذواقنا.
الصليب الايطالي، الفرنسي،……….الخ. الغاية منهم تشويه إشارة الصليب. شهود يهوه يرسمونه بشكل خاص T أي المسيح لم يصلب وإنما علق على العود.
الصور:
الفيديو كليب كان منذ وقت طويل ولكن بأشكال بسيطة. مطرب تحت شجرة او في السيارة… الخ. أما الأن فإن الأمر مختلف، فإننا نلاحظ سرعة التصوير وتعاقب الصور الكثيرة بحيث أن العين لا تستطيع أن تستوعب كل اللقطات المتتابعة. فمع انتشار الفيديو كليب انتشرت ظاهرة المشاهد المتلاحقة غير المتتابعة في شكل لا يخاطب الوعي أو الفهم لدى الإنسان وإنما تمجيد للتشويش واختلال المنطق، والأخطر من ذلك أن بعض الفرق الفنية لم تتورع في أن تضمّن الفيديو كليب الذي تصوره مشاهد عن ذبائح وطقوس وشعائر تنتمي بجملتها إلى عبادات وثنية وعصابات وطوائف مشبوهة تمارس نشاطها في أماكن عديدة في العالم. هذا ما يسمى بتقنية الصورة الـ (26) التي تمر بين كل 25 صورة. إنها رسالة تتخطي عتبة الوعي لدى المستمع. رسالة كهذه تنفذ إلى الأذن والى العينين إلى الحواس الخارجية وتتغلل في اللاوعي العميق لدى المستمع الذي لا يستطيع المقاومة على الإطلاق حيال هذا الشكل العدواني.
اول من استعمل هذه الطريقة شركة الكوكا كولا والفايسروي للتأثير على المشاهدين وحثهم على شراء هذه السلع دون غيرها. /شرح تقنية هذه العملية/.

المراجع
1. الكتاب المقدس. الطبعة البروتستانتية. 1978.
2. قاموس الكتاب المقدس. تأليف نخبة من الأساتذة ذوي الاختصاص واللاهوتيين. منشورات مكتبة المشعل. الطبعة السادسة. بيروت 1981
3. معجم اللاهوت الكتابي. عرّب عن الفرنسية. دار المشرق. بيروت 1986
4. عبادة الشيطان في العصر الحديث. تأليف القمص تادرس يعقوب ملطي. منشورات كنيسة الشهيد مار جرجس باسبورتينج. مصر. طبعة تمهيدية 1997.
5. السحر وتحضير الأرواح. د. السيد الجميلي. دار أسامة. دمشق وبيروت. الطبعة الثانية 1991.
6. الشيطان ليس أسطورة. بقلم ق. جون ازوالد. ترجمة ق. وجيه وديع. دار لوجوس سنتر. القاهرة 1995.
7. قاتل من العالم الآخر. بريان لين. نقلا عن جريدة أخبار الحوادث. مصر. عدد291. السنة السادسة. 30 أكتوبر 1997. ص 11-12.
8. عبادة الشيطان بالألماني. جريدة أخبار الحوادث. مصر. عدد 256. السنة الخامسة. 27 شباط 1997. ص21.
9. طقوس القداس الأسود. مجلة البناء. لبنان. العدد 875. 7\6\1997. ص16.
10. الظلمة الآتية على العالم. جون أنكر برج وجون ولدون. ترجمة ايفا وهيب. دار لوجوس. مصر 1996.
11. جريدة أخبار الحوادث، السنة السادسة، العدد 300، 1يناير 1998، القاهرة، مصر.

 

 

 

العبادات الشيطانية: تاريخها، تطورها ووسائل انتشارها