...

عجائب القديسين كيروس ويوحنا(5)

 

 

 

 

6- عن مارو ابنة الخادم , التي كانت تعاني من أسنانها وصمم في أذنيها .

بالإضافة لأولئك سنتحدث عن مارو , ونضيف الابنة لأولئك لوالديها , فكانت ابنة خريستوذوروس وثيؤدورة . ولن نتجاهلها على الرغم من أنها تركت عالمنا ورحلت عنه منذ فترة قصيرة وماتت في ريعان شبابها . فلنشرك تلك مع والديها في سرد معجزات القديسين غير متذكرين الموت القاسي الذي أبعدها عنهم , تاركين إياها بلا ذكرى .

لأنه كان واضح أن هناك صلة تربط بين الشهيدين ومارو مثلما كانت تروي في حياتها , والتي سنضعها أمامكم ساردين ما حدث معها . إذ كانت الابنة مازالت صغيرة وكانت مازالت ترضع من الثدي , الذي يهب الغذاء لمثل ذلك السن , ولم يكن قد نبتت لها أسنان حتى ذلك الوقت . وإذ قد حان الوقت الذي فيه وقت إنبات الأسنان لتلك المولودة , ومن طبيعتهم أن يتكونوا بألم ، بالإضافة إلى حرارة مرتفعة تلهب الجسم . وفي هذا الوقت كانت مارو تمر بمثل تلك الفترة التي للرضع فقد كانت تخرج الأسنان وكانت تعاني من مثل تلك الأوجاع  بسبب أنها تثقب مسالك الأسنان وتضغط على اللثة . أما مارو لم تكن فقط تنغصها , وبحرارة مرتفعة كانت تحرقها , جاعلة الفم ملتهباً , ضاغطاً على الأذن وعلى الرأس مسبباً ألماً شديداً , وهذا ما كانت تتعرض له الابنة حتى ظهرت لها الأسنان . وإذ كانت اللثة تلمع بتلك الأسنان , توقف الألم إلى حين و ولكن امتلأت الأذن من ألم شديد فيها , بسبب تجمع السوائل كلها حول العظمة التي هي المصدر الأم لهذه السوائل , ومنه صدر صديد ورائحة كريهة وأصبح هناك دود كثير متجمع فيها . وهكذا بدأت تبرز هذه الثلاثة أشكال معاً , حتى أنها لم تكن تحتمل أي سد أو إعاقة تمنع سريان ما يصدر من هناك .

وعندما رأت والدتها ما يحدث لها , والتي لم تكن تحتمل معاناتها أكثر من ذلك , قررت أن تذهب بها إلى الإسكندرية وتعرضها على الأطباء لكي يداووها ويعالجونها من كل كل ما أصابها إذ كانوا حينئذ يعيشون بالقرب من مزار القديسين .

وفي تلك الليلة التي كانت تستعد فيها للرحيل , رأت في أثناء نومها حجرة الطبيب مهجورة , ووجدت شخص في شكل راهب جالساً بداخلها , وكان الذي ظهر فيها جالساً هو كير , لأنه أصبح متوحد وبالأولى أن يظهر بلباس المتوحدين . وكان أمام الشهيد يمتد برج صغير , وقال لها أنه محتفظ بوظيفة الأطباء , فيظهر وكأنه في عيادة . وإذ كان القديس جالساً على عرش قال لها : يا امرأة لماذا توجهت إلى هنا ؟ أما هي فأجابته قائلة : إني أطلب عيادة , وكنت أظن أنها بهذا المسكن , ولكنني لا أرى أنه يوجد أي شئ له علاقة بالأطباء مما كنت أراه عند زياراتهم , ولا يوجد أي شئ من ذلك في درجك . أما ذاك فقد قال لها بالضبط : ابحثي وما تريدينه بالضبط ستجدينه , واسكبيه في الأذن المصابة وستشفى ابنتك . أما هي فإذ قد بحثت في كل المسكن , رأت نافذة صغيرة ويوجد عليها كوب به عسل . لأني كما كان ظاهراَ أن الدرج كان كدولاب للأدوية لأهم الأمراض . فنهضت مسرعة من مقعدها , وركضت منفذة ما قيل لها , وسكبت قليل من العسل في أذن الطفلة , فخرج من أذنها كيس ملئ بالديدان , طوله أربع إصابع , وبنفس العرض تقريباً .

وإذ قد تخلصت الطفلة مباشرة من ذلك , الذي كان يمثل مركز الآم شديدة , تخلصت أيضاً من المتاعب الشديدة الغير محصاة التي كانت لديها .

وهكذا الشهيدان أبرءوا مارو بعسل فقط .

 

وإمرأة أخرى تقية وصالحة , تُسمى بنفس الإسم ماريا ( لأن البنت كانت تُسمى مارو وأما ماريا فكان إسم تصغير لها ) . غير متشبهة بها في سنها , ولكن في الألم التي كانت تعاني منها , ولكن بأعراض مختلفة , وبعد محاولات باءت بالفشل لدى أطباء كثيرين , جاءت إلى تلك البيعة المكرمة , وبرأت بشمع العسل وتوت , إذ قد أُمرت في حلم أن تفركهما معاً وتضعهما في أذنها . ونحن أيضاً فلنمجد الشهيدين مع السيدتين اللواتي  برئن , ولنسرع إلى معجزات أخرى , تلك التي نسمعها بوقار , ولنسردها .

 

 “ترجمة: يؤانس فورتوناي وإيريني مفروذي 
من المجلد رقم 78، الباترولوجيا”

 

 

عجائب القديسين كيروس ويوحنا(5)