...

العائلة المسيحية تتحدث عن الصيام

 

بإمكان الأهل أن يشاركوا أولادهم في هذه المعطيات الأساسية عن الصيام

دائماً ما أكّدت الكنيسة الأرثوذكسية بشدّة موضوع الصيام. نصوم كل يوم أربعاء لأنّه في هذا اليوم جرى أخذ القرار بتوقيف يسوع. ونصوم كل يوم جمعة لأن هذا هو اليوم الذي صُلب فيه يسوع. الصيام يساعدنا على أن نتذكّر أنّ هذه أيام خاصة في تاريخ الخلاص. هناك فترات صيام أخرى في السنة كالصوم الكبير، وصوم الميلاد والأيام الأربعة عشر الأولى من شهر آب وغيرها.

الأرثوذكسيّون المسيحيّون ينقطعون عن اللحم وعن منتجات الحيوان كالحليب والجبن والبيض والزبدة. الغرض من مثل هذا الانقطاع ثلاثي:

1- أنّه يساعدنا على التركيز، بصورة أفضل، على الصلاة. المعدة الملآنة لا تساعد على الصلاة كما تساعد المعدة الخفيفة.

2- ان الصيام يساعد إرادتنا على أن تقوى. فإذ نتعلّم أن نقول “لا” لبعض أنواع الطعام، سوف يكون أسهل علينا أن نقول “لا” للتجارب.

3- ان الصيام طريقة تساعدنا على الإحساس مع الجائعين وعلى تأمين الطعام لهم.

4- ان يسوع صام وهو يقول لنا في الكتاب المقدّس: “متى صمتم…”. لا يقول “إذا صمتم…”. إذاً هو يتوقّع منّا أن نصوم.

أحد المسيحيّين الأوائل واسمه “أريستيديس” كتب يقول: “إذا كان هناك شخص فقير بين المسيحيّين وليس لديهم ما يساعدونه به، فإنّهم يصومون يومين أو ثلاثة ويقدّمون الطعام الذي وفّروه بالصيام للشخص الجائع”.

المسيحيون الأرثوذكسيون مدعوون لأن يصوموا لا فقط لضبط النفس والصلاة، بل، أيضاً، للمحبّة، لكي نحرم أنفسنا من شيء ما ونُشرك، فيما وفّرنا، شخصاً محتاجاً.

مثال على ذلك

إحدى العائلات قرّرت أن تكتفي بوجبة أرز فقط، مرّة في الأسبوع. وهو ما يأكله الملايين من المحرومين في العالم. طبعاً كان الأرز مذوَّقاً بعض الشيء. لم يكن أشبه بالشورباء الخفيفة كما هي الحال في البلدان المحرومة. فلما انتهى الصوم الكبير، قرّرت العائلة أن تستمر في تناول الأرز على هذه الشاكلة مرّة في الشهر وقت العشاء. والمال الذي ادّخرته وضعته في ظرف خاص ليُعطى، من خلال الكنيسة، إلى الجائعين في العالم. كان بإمكانهم أن يحصلوا على المال بالامتناع عن بعض الكماليات، لكنّهم شعروا بأنّ تناول وجبة الأرز على هذا النحو يجعلهم يشعرون، بصورة أفضل، مع الذين يرغبون في مساعدتهم.

صورة عائلية مقترحة

 لتقريب العلاقة بين صيامك والمحبّة، قد ترغب بمثل هذه الصلاة قبل وجبات الطعام. استعملها، بصورة خاصة، أيام الجمعة. 

ربّ البيت: باسم الآب والابن والروح القدس الجميع .  آمين

ربّ البيت: قبل أن نتناول هذا الطعام الليلة لنتذكّر أولاً حضور الله.  لنتوقّف قليلاً ونسبّحه على صلاحه معنا (بعض العائلات قد يرغب في ذكر بعض ما يشكرون الله عليه).

ربّ البيت: الله يكلّمنا عن المشاركة والإهتمام بإخوتنا وأخواتنا العديدين في العالم الذين هم جائعون وعطشون الذين ينتظرون محبّتنا. فيما نحن نشترك في وجبة الطعام هذه، لنفكّر فيهم ونصلّي من أجلهم معاً.

ربّة البيت:  تعطي الأطفال أو أحد أفراد العائلة، المال الذي لم يُنفَق على الطعام في هذه الوجبة وهي تقول: “هذا هو المال الذي كان بإمكاننا أن ننفقه لو كانت وجبتنا أكبر مما هي عليه. لنقدّمه إلى… (هنا نذكر مَن اختارت العائلة أن تقدّمه إليه أو المشروع الرعوي الذي تودّ الإشتراك فيه)

 الولد:  (دع أحد الأولاد يضع المال في صندوق أو في ظرف مخصّص لهذا الغرض). 

الجميع: سامحنا، يا أبانا السماوي، على جعل حياتنا مريحة فيما يعاني آخرون الجوع والعوز. بارك القليل الذي نؤدّيه. ضاعف، برحمتك، ما نقدّمه لخدمة حاجات أولئك الذين لا نعرفهم نحن ولكنّهم معروفون ومحبوبون لديك. رجاؤنا أن يشكروك، هم أيضاً، على طريقتهم، كما نشكرك نحن على محبّتك وعنايتك. آمين. 

 

مقال من كتاب “تعامل الأهل والأولاد في العائلة المسيحية” الجزء الأول سلسلة العائلة والكنيسة

المصدر : صادر عن عائلة الثالوث القدوس – دير مار يوحنا – دوما 

 

العائلة المسيحية تتحدث عن الصيام