...

صلاة الإنسان وحده

 

 

وأُريد بها إذا كان يدعو الله وحده. هذا في ظاهر جسده. ولكن المؤمن ليس أبدًا وحده. الجماعة سنده، إذا صلّى وحده فإنها معه. وهو كثيرًا ما يستعمل لغة الجمع إذا خاطب الله فيقول: «خُبزنا الجوهريّ أَعطنا اليوم» وما اليها. لو وقف المؤمن في غرفته لا يبقى وحده. يسنده المؤمنون لأنهم إذا صلّوا يكون هو معهم ولو غاب جسده.
كل منا ترافقه الجماعة لأنه يبقى في الكنيسة لو صلّى وحيدًا. وهي إن صلّت لا تدعو من أجل الواقفين معا جسديا فقط، فكلّنا واقف مع الآخر ولو غاب. والنصوص التي نتلوها معظمها في لغة الجمع. في القداس هذا واضح. فإن اجتمعنا أو افترقنا نحن واقفون معا في حضرة الرب. وإذا استجاب الله لواحد في صلاته، فهذه استجابة تنفع الآخرين. لا يصلّي الإنسان وحده الا جسديا. بالروح هو مع الجماعة كلها. غير أن من وقف وحده في حضرة الرب له أن يذكُر أنه يحمل الكل معه ذَكَرَهُم أَم لم يَذكُرهم.
الكنيسة جمعاء تصلّي في الإنسان الذي يقف وحده في حضرة الرب. وإذا عرف كل منا هذا، يذكُر في صلاته الغائبين عنه الذين يعرفهم والذين لا يعرفهم. أنت تحمل الإنسانية كلها معك في دعائك أو في طقوسك. لست منفردا في غرفتك. كل المؤمنين يؤازرونك، ولكن لا بد من أن تذكُر المؤمنين إذا وقفت وحدك في الصلاة، ولا تنحصر صلاتك في ذكر شخصك وحده. أنت دائما مع الإخوة في الروح.
اذكر في صلاتك الذين يُهملون صلواتهم أو لا يُصلّون إطلاقا لا سيما أنهم في هذا الإهمال باتوا فقراء إلى الله كثيرًا. إذا كثّفت أدعيتك من أجلهم، لا بد أن تنزل عليهم نعمة الصلاة. إذا قويتْ حاجتُك إلى الرب، تعرف أن الأهمية عندك صارت إلى الصلاة. تحسّ أحيانا انها هي التي تُنقذك. العطشان إلى الصلاة لا سيما إذا فقدها يفهم ان الرب يأتي اليه ويصلّي فيه.
عند الضياع الكبير، تفهم أن صلاة الرب فيك هي التي تُنقذك. وأحيانًا تفهم أنك صرت فقيرًا لأنك أهملت الدعاء ولجأت إلى قوّتك فقط. ربما تحس بالجفاف أو أنك ضائع عن الله. هذا فقر مفيد.
الخبز السماوي تعرف انه المسيح. لا تضيع وقتك في أشياء أخرى.
جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
عن “رعيّتي”، العدد 42، الأحد 18 تشرين الأول 2015

 

 

 

صلاة الإنسان وحده