...

فجر الغرب الروحي الكاذب

 

 

كان القدّيس باييسيوس ناسكًا مباركًا وقدّيسًا في الكنيسةامتلك آراءً لاهوتيّة واضحة، ومواهب نبويّة ورسوليّة، ما جعل كلامه أزليًّاتكلّم مرةً حول الشروط الروحيّة لعمل الروح القدس، فقال: “كلام العقل لا يحوِّل الروح لأنه من الجسد، بينما كلام الله، الذي يولد من الروح القدس، يملك طاقةً إلهيةً ويحوِّل الروحلا يحتاج الروح القدس إلى محرِّكات لينحدر، لذلك لا علاقة للاّهوت بالروح العلمية العقيمةإنّ الروح القدس ينحدر بإرادته الخاصّة، عندما يجد الشروط الروحيّة المناسبة في الإنسانوتتحقّق هذه الشروط المسبَقة عندما نزيل الصدأ عن أسلاكنا الروحيّة، فنصبح موصلين جيّدين لتيّار الاستنارة الإلهيةحينها فقط يمكننا أن نصبح علماء روحيين ولاهوتيّينوبكلمة لاهوتي، أعني أولئك الذين يملكون مخزونًا، ويكون لشهادتهم قيمة، لا أولئك الذين يحملون شهادةً لا تقلّ قيمةً عن عملتنا الورقية في أيام الاحتلال الألماني“.

وبتمييزٍ كبير، أدان القادة الكنسيّين المنتمين إلى الكنيسة الأرثوذكسية جسديًّا فقط، فيما يمكث كيانهم” في الغربقال: “للأسف، أثّرت العقلانيّة الغربيّة على بعض القادة الأرثوذكسيّين الشرقيّين الذين ينتمون إلى الكنيسة الأرثوذكسية بالجسد فقطفهُم فعليًّا ينتمون بالروح إلى الغرب الذي يعتبرونه قائدًا” للعالم المدنيإلاّ أنّ هؤلاء، إذا قاربوا الغرب روحيًّا ليروه على ضوء الشرق، أي على ضوء المسيح، سيلاحظون حينها فجره الروحي الكاذبفنور الشمس الجليّة، نور المسيح نفسه يختفي شيئًا فشيئًا من الغرب، لتحلّ مكانه الظلمة القاتمةهذه الاجتماعات والمؤتمرات كلّها من عمل الشرّير، والقادة يشتركون في حواراتٍ لا تنتهي حول مواضيع لا تحتاج إلى النقاش، ومسائل لم يتطرّق إليها الآباء نفسهم في الماضيكلّ هذا من شأنه تشويش المؤمنين وإعثارهم، ودفع بعضهم إلى الهرطقات والانشقاقات، ليربح الشيطان مساحةً أكبرآهما هذا البؤس والإرباك الذي يسبّبونه للناس!”.

كان للقدّيس باييسيوس ذهنٌ (نوسذو بصيرةٍ وتبصّر، وقد فَهِم بوضوحٍ مسيرة العديد من اللاهوتيّين المعاصرين وذهنيّتهم، من كهنة وعلمانيينهؤلاء أرثوذكسيون بالاسم فقط، فيما تفتقد أعمالهم إلى شروط اللاهوت الأرثوذكسيفمن دون هذه الشروط المسبقة، يدفعون بالمؤمنين بعضهم نحو الهرطقات، والبعض الآخر نحو الانشقاقات“. لا ينحدر الروح القدس بواسطة المحرّكات، ولا يفعل بسلوكٍ دهري.

المتروبوليت يروثيوسفلاخوس
نقلتها إلى العربية جولي عطية
www.orthodoxlegacy.com

 

 

 

 

 

 

فجر الغرب الروحي الكاذب